Page 248 - merit 46 oct 2022
P. 248

‫العـدد ‪46‬‬         ‫‪246‬‬

                                                           ‫أكتوبر ‪٢٠٢2‬‬   ‫أصول ريفية فوقفوا بجوار‬
                                                                        ‫فاطمة سري‪ ،‬بل وتخلى سعد‬
   ‫بالمحكمة الشرعية تحكم‬    ‫الأمر قاص ًرا عليَّ لما أحرجت‬                ‫زغلول في أيامه الأخيرة عن‬
    ‫بأن ليلى هي ابنة محمد‬   ‫مركزك‪ ،‬لعل أ َّنك أم تخافين‬
                                                                         ‫حياده وتوعد الحكومة بأنه‬
      ‫شعراوي‪ ،‬وفي الحال‬       ‫على ولدك العزيز أن تلعب‬                    ‫سيطالب بإقالتها لأنه تردد‬
   ‫خضعت هدى شعراوي‬             ‫به أيدي النساء وتخافين‬                   ‫أن هناك ضغو ًطا على القضاء‬
                             ‫على مستقبله من عشرتهن‪،‬‬                       ‫الشرعي الذي ينظر دعوي‬
            ‫لحكم القضاء‪.‬‬       ‫وعلى سمعته من أن يقال‬
                              ‫أنه تزوج امرأة كانت فيما‬                                ‫نسب الطفلة‪.‬‬
       ‫وفاتها‬                ‫مضى من الزمان تغني على‬                     ‫المشكلة هنا أن تصرف هدى‬
                            ‫المسارح‪ ،‬ولك حق إن عجز ِت‬
‫وفي عام ‪ 1938‬نظمت هدى‬                                                      ‫شعراوي مع زوجة ابنها‬
  ‫شعراوي مؤتم ًرا نسائيًّا‬       ‫عن تقديم ذلك البرهان‬                    ‫كان ضد ما كانت تنادي به‬
  ‫للدفاع عن فلسطين‪ ،‬كما‬        ‫الصارم على نفسك؛ لأنه‬                       ‫في ذاك الوقت من انصاف‬
   ‫دعت إلى تنظيم الجهود‬      ‫يصيب من عظمتك وجاهك‬                          ‫للمرأة وتحريرها‪ ،‬حتى أن‬
  ‫النسوية من جمع للمواد‬      ‫وشرف عائلتك‪ ،‬كما تظنون‬
      ‫واللباس والتطوع في‬        ‫يا معشر الأغنياء‪ ،‬ولكن‬                      ‫فاطمة سري أرسلت لها‬
  ‫التمريض والإسعاف‪ .‬في‬          ‫هناك طفلة مسكينة هي‬                       ‫رسالة تذكرها بذلك‪ ،‬نورد‬
 ‫‪ 29‬نوفمبر ‪ ،1947‬صدر‬                                                     ‫جز ًءا منها‪« :‬إن اعتقادي بك‬
 ‫قرار التقسيم في فلسطين‬               ‫ابنتي وحفيدتك»‪.‬‬                      ‫وبعدلك‪ ،‬ودفاعك عن حق‬
    ‫من قبل الأمم المتحدة‪،‬‬    ‫لا أعلم هل كان هذا اختبا ًرا‬                  ‫المرأة‪ ،‬يدفعني كل ذلك إلى‬
   ‫أرسلت شعراوي خطا ًبا‬      ‫لهدى شعراوي وفشلت في‬                        ‫التقدم إليك طالبة الإنصاف‪،‬‬
                             ‫اجتيازه؟! بالنهاية هي بشر‬                   ‫وبذلك تقدمين للعالم برها ًنا‬
‫شديد اللهجة للاحتجاج إلى‬                                                   ‫على صدق دفاعك عن حق‬
‫الأمم المتحدة‪ ،‬وتوفيت بعد‬      ‫يصيب ويخطئ‪ ،‬قد تفعل‬
‫ذلك بحوالي الأسبوعين في‬       ‫‪-‬مثلنا تما ًما‪ -‬في وقت ما‬                     ‫المرأة‪ ،‬ويمكنك حقيقة أن‬
                             ‫ضد ما تنادي به‪ ،‬بالأخير‪،‬‬                       ‫تسيري على رأس النساء‬
       ‫‪ 12‬ديسمبر ‪1947‬‬        ‫وبعد سنوات من المرافعات‬                      ‫مطالبة بحقوقهن‪ ،‬ولو كان‬
                              ‫والضغوط والتدخلات‪ ،‬إذا‬
   243   244   245   246   247   248   249   250   251   252   253