Page 264 - merit 46 oct 2022
P. 264

‫العـدد ‪46‬‬                         ‫‪262‬‬

                                     ‫أكتوبر ‪٢٠٢2‬‬

 ‫«نجيب محفوظ» تخاصم المنجز‬              ‫الكلاسيكية للرواية التجريبية‪،‬‬   ‫العظيمة قائمة في التاريخ الروائي‬
       ‫الروائي المصري بتطرف‪،‬‬             ‫وفي تجارب ناضجة ومتقنة‪..‬‬            ‫وربما يتصدر دستويفسكي‬
                                     ‫فض ًل عن «المناخ» الروائي‪ ،‬والذي‬
   ‫لتميل كفتها تما ًما في السنوات‬      ‫لا ينفصل عن العملية الإبداعية‪،‬‬   ‫وكازنتزاكيس في تص ُّوري لائحة‬
     ‫الأخيرة‪ ،‬بعد أن كانت ُتمنح‬      ‫فعلى الأرض‪ ،‬لا يوجد قطر عربي‬             ‫الأعظم روائيًّا عبر التاريخ‪.‬‬
                                     ‫واحد يحظى بهذا الحراك الروائي‬
 ‫سنة لكاتب مصري وسنة لكاتب‬             ‫والقرائي المصري الرهيب‪ ،‬وهذا‬         ‫حتى ثمانينيات القرن‬
   ‫غير مصري‪ .‬نعم‪ ،‬هذا التراتب‬          ‫هو الواقع بعي ًدا عن أي انحياز‪.‬‬     ‫الماضي كان الروائيون‬
  ‫«العرفي» ليس قانو ًنا‪ ،‬لكن ليس‬
    ‫قانو ًنا أي ًضا أن تدير الجائزة‬  ‫عط ًفا على السؤال السابق‪:‬‬               ‫المصريون هم الأكثر‬
  ‫ظهرها للرواية المصرية بالكامل‬        ‫بعد بهاء طاهر ويوسف‬                     ‫شهرة في كل الدول‬
    ‫حتى أنه في آخر سبع دورات‬           ‫زيدان‪ ..‬كيف تفسر عدم‬                    ‫العربية‪ ،‬خصو ًصا‬
                                      ‫حصول الأجيال الجديدة‬                ‫نجيب محفوظ وروائيو‬
‫فازت بها رواية مصرية واحدة‪..‬‬           ‫من الروائيين المصريين‬                ‫الستينيات‪ :‬صنع الله‬
‫وكأن هذا اعتراف «مصري» بأن‬                ‫على الجوائز العربية‬            ‫إبراهيم وإبراهيم أصلان‬
  ‫الرواية المصرية لم تعد تستحق‬              ‫الكبرى مثل البوكر‬              ‫وخيري شلبي ومحمد‬
 ‫الحصول على جائزة تحمل اسم‬             ‫وجائزة الشيخ زايد‪ ،‬في‬                 ‫البساطي ثم إبراهيم‬
                                       ‫حين حصل عليها شبان‬                 ‫عبد المجيد‪ ..‬إلخ‪ ،‬والآن‬
     ‫راويها الأكبر‪ ،‬بمنطق «شهد‬          ‫من دول عربية مختلفة‬              ‫خفت بريق مصر لصالح‬
 ‫شاه ٌد من أهلها»‪ .‬بل إن الجائزة‬           ‫آخرهم الليبي محمد‬                 ‫مراكز عربية جديدة‪،‬‬
‫في بعض الدورات استبعدت كافة‬                          ‫النعاس؟‬            ‫لدرجة أنني سمعت رشيد‬
                                                                            ‫بوجدرة –منذ سنوات‬
   ‫الأعمال التي ترشح أصحابها‬            ‫الأفضل أن أحاول تفسير لماذا‬         ‫قليلة‪ -‬يقول إن مصر‬
‫لتستقدم كاتبًا غير مرشح‪ ،‬وهذه‬             ‫أصبحت جائزة مصرية مثل‬          ‫ليس فيها سرد أص ًل! ما‬
 ‫رسالة مهينة ج ًّدا‪ .‬يحدث هذا في‬                                             ‫الذي حدث في رأيك؟‬
  ‫الوقت الذي أرى فيه أن الرواية‬

  ‫المصرية تنتج نصو ًصا شديدة‬
‫القيمة والتجديد والتجريب بالنظر‬

   ‫لأدبيتها‪ ،‬بعي ًدا عن “مصرية”‬
‫كاتبيها‪ ،‬أي أنني لا أقول ذلك من‬

       ‫منطق العاطفة “القومية”‪.‬‬

                                                                              ‫ما الروايات المصرية التي‬
                                                                          ‫قرأها رشيد بوجدرة بعد جيل‬
                                                                          ‫الستينيات؟ أراهنك أنه لم يقرأ‬
                                                                          ‫شيئًا‪ .‬يتحدث بوجدرة بغضب‬
                                                                        ‫الهامش للتقليل من شأن ما يراه‬
                                                                         ‫هيمنة المتن‪ ،‬وقد قرأ ُت له عديد‬

                                                                           ‫التصريحات المجانية من هذا‬
                                                                                                ‫النوع‪.‬‬

                                                                        ‫ما زلت أرى أن الرواية المصرية‬
                                                                           ‫مركزية على مستوى التجديد‬

                                                                         ‫والتثوير‪ ،‬والنماذج كثيرة‪ ،‬وكل‬
                                                                             ‫التيارات ممثلة‪ ،‬من الرواية‬
   259   260   261   262   263   264   265   266   267   268   269