Page 68 - merit 46 oct 2022
P. 68
العـدد 46 66
أكتوبر ٢٠٢2
ابراهيم داود
صداقة اللغة
كان اللي ُل يسند سق َف غرفته شاع ٌر من الضواحي أراد إنقا َذ العالم
وكان عليه أن يستيقظ ليكتب انتقى حذا ًء رياضيًّا وصعد إلى الجبل
يستيقظ ليركض ليتدر َب على الكبرياء
يستيقظ ليعم َل لم يكن فى جيبه غير تذكارات
يستيقظ ليبكي..
لا تعنى أح ًدا
ُحو ِصر عشر سنوات مع الكوابيس رسم خريط ًة لحدو ِد العذابات
وخرج بقصائد قليل ٍة تحتفى بالحياة
اكتشف أنها شاسعة
والموتى فقرر أن يذهب إلى وسط المدينة
كتب مرثي ًة للعالم القدي ِم
كان يرمم البيو َت
لم يسمع بها أحد ويسقى الزر َع
..لدرجة أنه شك أنه كتبها فى يو ٍم ما وهو فى الطريق
كانت على مقام ال َصبا انتقى حان ًة يرتادها الحالمون
تخلَّص فيها من الإيقاع والصور والحزانى
لكى يكسب صداق َة اللغة وتجار الأوطان
تعثر أمام دموع المسافرين والوشا ُة
بعد أن سافر أهله وأصدقاؤه القدامى
وتركوا أجسادهم فى المحطات وهو فى الثلاثين نشبت حر ٌب
انتصر فيها الغزا ُة بمساعد ِة المهزومين
وأسماءهم على الشواهد
وخسر حبيبته فى صباح غائ ٍم
خانته اللغة وهو فى منتصف الطريق لا يعرف كيف؟
ولكنها صالحته ذات شتاء
وهو يهتف مع الشعب ولكنه واصل رحلته
الذى أراد إسقاط النظام كان وحي ًدا رغم الصخب الذى عاش فيه
سكن بيو ًتا متهالك ًة فى تجاعيد المدينة
وألقى ُخطبًا غزير ًة على حشو ٍد
لا وجود لها