Page 82 - مبادىء علم الاقتصاد
P. 82
لكن عند الحكم على دور السياحة وتأثيرها على ميزان المدفوعات لابد
أن يكون بصافي الإيرادات السياحية (حصيلة النقد الأجنبي) وليس
إجمالي هذه الحصيلة ،وثؤثر في حصيلة النقد الأجنبي عدة عوامل
تمثل تسربات من دورة الدخل القومي يجب إيضاحها واستبعادها عند
حساب الأثر الصافي للسياحة.
أهم هذه العوامل:
( )1الميل للاستيراد:
تلجأ الدول النامية أحياناً للحصول على ما تحتاجه من سلع أو مكونات
من الخارج وذلك سواء في فترة الإنشاء والتأثيث أو في مراحل
التشغيل نفسه فيما تستورده من طعام وشراب يستهلكه السائحون ،مثل
هذه الدول يتسرب من دخلها الكثير.
يتمثل الميل السياي للاستيراد في الإنفاق على استيراد سلع وخدمات
من الخارج فبعض مكونات الاستثمار الثابت الذي يتم في قطاع
السياحة مثل التجهيزات الفندقية من مطابخ ،مصاعد كهربائية ،أجهزة
تكييف ،محطات تنقية لمياة الصرف أو تحلية لمياة الشرب أو أثاث يتم
شراؤه من الخارج.
وقد تتمثل الواردات في بعض احتياجات التشغيل فقد يحتاج السائحون
لطعام أو شراب لا يتوافر في السوق المحلي ،أو قد تتمثل في واردات
مواد خام للمنتجين المحليين الذين يوردون سلع وخدمات للقطاع
السياحي.
وتبدو هذه الظاهرة نتيجة لضعف الإنتاج المحلي وزيادة استيراد هذه
المتطلبات من الخارج ،أما في الدول المتقدمة فأن الميل للاستيراد
السياحي يكون أقل.
( )2تحويلات النقد الأجنبي خارج البلاد:
تحويلات أجور العاملين الأجانب بقطاع السياحة الوطني لخارج البلاد،
وقد تكون هذه العمالة نتيجة عدم قدرة السوق المحلية على توفير بعض
العمالة المتخصصة ووظائف الإدارة العليا ،وكلما كانت دخول العاملين
الأجانب مرتفعة وهو المعتاد رغم إمكانية توافر بديلها بالبلاد أدي ذلك
إلى تسرب جزء كبير من هذه الدخول إلى الخارج.
بعض الدول تضع قيود بهدف تقليص أعداد العمالة الأجنبية أو تحديد
قيمة التحويلات النقدية التي تتم من أجورهم إلى الخارج ،كما يعتبر
توجيه وتخصيص قدر من المعونات المالية أو المخصصات للارتقاء
وتدريب العمالة المحلية من العوامل الهامة في الأجل الطويل من أجل
تخفيض هذه التحويلات.
-تحويلات رأسمالية بسبب الاستثمارات الأجنبية:
82