Page 84 - مبادىء علم الاقتصاد
P. 84
عنه العمل في ظل تحرير سوق الصرف من تحقيق درجة عالية من
الاستقرار في أسعار صرف الجنيه المصري ،وزيادة تدفق موارد النقد
الأجنبي إلى البلاد وارتفاع احتياطات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي،
أصبح هناك حاجة ماسة لإجراء تعديل في قانون النقد الأجنبي بحيث
يتماشى مع تلك التطورات خاصة في ظل توقيع مصر على اتفاقيات
الجات وانفتاحها على العالم الخارجي ومن ثم فقد صدر القانون رقم 38
لسنة 1994الخاص بتنظيم التعامل مع بالنقد الأجنبي ،الذي أعطي الحق
لجميع الأشخاص والهيئات بالاحتفاظ بكل ما يملكونه أو يؤول ليهم من
نقد أجنبي ،وكذا الحق في تحويله للداخل أو الخارج على أن يتم ذلك عن
طريق البنوك المعتمدة والجهات المرخص لها بذلك ،مع إلزامها
(البنوك) بتقديم بيان عما تباشره من أعمال مرتبطة بالنقد سواء تحويل
أو ودائع لوزارة الاقتصاد والبنك المركزي المصري.
وقد ألغى القانون الجديد الالتزام باسترداد حصائب التصدير السلعي أو
حصيلة السياحة ويمكن القول بأن هذا القانون الجديد قد اعتبر أن الأصل
في المعاملات بالنقد الأجنبي وإدخال وإخراج الجنيه المصري هو
الإباحة إلا أنه أوقف ذلك على أمرين:
-1اللائحة التنفيذية للقانون التي تحدد القواعد والأسس الخاصة بتنظيم
سوق الصرف الأجنبي وذلك بالتنسيق مع البنك المركزي.
-2الشروط التي يحددها الوزير الذي يتبعه قطاع النقد الأجنبي.
أدى هذا التحرير لسعر الصرف إلى جذب تحويلات السائين وزيادتها
عما كان الوضع عليه من قبل بصورة نسبية وذلك لوجود عوامل أخرى
أيضاً.
لذا فإن السوق المصرفية (بعد تحرير النقد الأجنبي) قد نجحت إلى حد
كبير في دعم ميزان المدفوعات خاصة وأن تحديد سعر الصرف في
هذه السوق في ضوء عرض وطلب النقد الأجنبي الأمر الذي يحول دون
وجود فرق بين أسعار العملات الأجنبية المحددة في هذه السوق وأسعار
التعامل خارج البنوك ،ومن ثم تؤول الإيرادات السياحية إلى حد ما إلى
الجهاز المصرفي.
84