Page 83 - مبادىء علم الاقتصاد
P. 83

‫قد تكون هناك استثمارات لشركات أجنبية في مشروعات سياحية‬
‫وفندقية وهذه الظاهرة واضحة في الدول النامية ومصر وهي نتيجة‬

                                                  ‫عاملين رئيسين‪:‬‬

‫الأول‪ :‬تحتاج الدول النامية رؤوس أموال كبيرة لمتطلبات التنمية في‬
‫مراحلها الأولى مما يدعوها لتشجيع الاستثمارات الأجنبية فيها ويترتب‬

        ‫على ذلك أن تحويلات فوائد القروض الأجنبية قد تكون كبيرة‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬ظهور الفنادق والمطاعم الكبيرة ذات السلاسل وهي ما يطلق‬
‫عليها الشركات عالمية النطاق أو متعددة الجنسيات وذلك لاتساع نشاطها‬

                                      ‫الدولي في جميع أنحاء العالم‪.‬‬

‫وتتضح هذه الصورة في شركات الإدارة الأجنبية للفنادق في مصر مثل‬
‫(الهيلتون‪ -‬الشيراتون‪ -‬الميريديان‪ -‬الماريوت)‪ ،‬فرغم توافر خبرة‬
‫التسويق والبيع لدى شركات الإدارة هذه‪ ،‬وتوافر خبرة خلق الإيراد‬
‫واستحداث الجديد في الخدمات‪ ،‬وخبرة ترشيد النفقات والرقابة على‬
‫التكلفة‪ ،‬كذلك توافر القدرة على تحقيق معدل عائد على الأموال‬
‫المستثمرة لضمان تغطية فائدة رأس المال المستثمر‪ ،‬فأنها تعني في ذات‬
‫الوقت زيادة للسيطرة الأجنبية وتسربات في عائدات هذه الفنادق في‬
‫صورة تحويلات للخارج من أجور‪ ،‬عائدات إدارة‪ ،‬أو مصروفات‬
‫الدهاية التي تعود على شركات الإدارة الأصلية في الشركة الأم‪،‬‬
‫وبالتالي فن التدفقات السياحية تعود من جديد إلى الدول المصدرة‬

               ‫للسائحين (التي قدمت الاستثمارات أو قامت بالإدارة)‪.‬‬

‫‪ -‬المصروفات المطلوبة للقيام بالترويج والدعاية والإعلام عن‬
‫المنتج السياحي الوطني بالخارج وكذا المصروفات التي تدفع لتدريب‬
‫الأفراد الوطنيين بالخارج من أجل اكتساب الخبرات والكفاءات المتميزة‬

                                                   ‫بقطاع السياحة‪.‬‬
                 ‫(‪ )3‬سعر الصرف الأجنبي وحصيلة النقد الأجنبي‪:‬‬

‫يعتبر من أهم المتغيرات التي تؤثر في حصيلة السياحة لأن السائح يعقد‬
‫مقارنة دائمة بين ما معه من عملة أجنبية وبين ما يحصل عليه في البلد‬
‫المضيف‪ ،‬ولذا فإن المعدل الذي سيتم على أساسه التحويل قد يكون‬
‫محفزاً أو غير محفز (من خلال الدخل المتاح للسائح التصرف فيه)‬

                ‫مقارنة بمستوى الأسعار في الدول السياحية المزارة‪.‬‬

‫هناك علاقة شبه عكسية إلى حد ما بين الصرف والإيرادات السياحية‪،‬‬
‫بمعنى أنه إذا قامت إحدى الدول السياحية برفع سعر صرف عملتها إلى‬
‫العملات الأجنبية فأن ذلك يؤدي أحياناً إلى انخفاض الإيرادات‪ ،‬والعكس‬
‫صحيح‪ ،‬فقد يؤدي تخفيض سعر الصرف إلى زيادة الحركة السياحية‬

            ‫ومن ثم التحويلات وذلك بفرض بقاء عوامل أخرى ثابتة‪.‬‬

‫مع التطورات الاقتصادية في ظل تبني مصر لبرنامجها الإصلاحي بعد‬
‫توقيع اتفاقية صندوق النقد الدولي في منتصف عام ‪ ،1991‬وما أسفر‬

                                               ‫‪83‬‬
   78   79   80   81   82   83   84   85   86