Page 6 - merit 41- may 2022

‫العـدد ‪41‬‬ ‫‪4‬‬

‫لم يحدث أن قدمت نفسي ‪-‬ولا‬ ‫مايو ‪٢٠٢2‬‬
‫كثيرين ممن يتناولون شأن الأديان‪،‬‬
‫افتتاحية‬
‫والدين الإسلامي تحدي ًدا‪ -‬باعتباري‬
‫عار ًفا بما يطلقون عليه «علوم الدين»‪،‬‬ ‫سمير درويش‬
‫فلست متبحًرا في علم الرجال والجرح‬
‫رئيس التحرير‬
‫والتعديل والناسخ والمنسوخ‪ ،‬ولا‬
‫أتعقب آراء القدماء في رواة الحديث‪،‬‬ ‫بين الدين‬
‫والثقافة‪..‬‬
‫ولا أفِّرق بين الكاذب والمدلس‪..‬‬
‫إلخ‪ ،‬ولا أتعقب الصحيح والمدسوس‬ ‫محاولات مدرسي التربية الدينية‬
‫والموصول والمقطوع في الحديث‪ ،‬ولا‬ ‫احتكار الحديث باسم الله!‬
‫المكي والمدني في التنزيل ولا أفكر‬

‫في التفريق بينهما‪ ..‬ها أنا أعترف!‬

‫تؤدي إلى فهم أعمق للكتاب الأصل بقدر ما‬ ‫لا يشغلني كل ذلك من الأساس‪ ،‬ببساطة‬
‫تزيد الشقاق وتق ِّسم المسلمين إلى سنة وشيعة‪،‬‬
‫لأنني أعتقد أنه حمولة زائدة على الكتاب‬
‫وتقسم ال ُّسنَّة إلى مذاهب وفرق‪ ،‬وتقسم كل‬ ‫الأصل الذي يتكون من ‪ 77437‬كلمة‪،‬‬
‫فرقة إلى فرق أصغر‪ ،‬ويحمل الجميع السلاح‬
‫ضد الجميع‪ ،‬مثل حادث اعتداء مسلمين ُسنَّة‬ ‫وأطمئن نفسي بأن عمر بن الخطاب وأبو بكر‬
‫وجل الصحابة الأوائل لم يكونوا يحفظون‬
‫على (مسجد) لمسلمين شيعة راح ضحيته‬ ‫القرآن‪ ،‬ولا يعرفونه كله‪ ،‬بدليل الاختلاف‬
‫عشرات من الأرواح البريئة‪ ،‬فإن كانت (علوم‬ ‫في جمعه‪ ،‬ووالاختلاف على ضرورة جمعه‬
‫الدين) أوصلتنا إلى أن يقتل بعضنا بع ًضا فلا‬ ‫من الأساس‪ ،‬ولم يكونوا يعرفون البخاري‬
‫ومسلم‪ ،‬ولا الشافعي ومالك ولا أبو حنيفة‬
‫حاجة لنا بها‪ ..‬ناهيك طب ًعا عن أن المتابعين‬ ‫وأحمد بن حنبل وابن تيمية وابن القيم‬
‫والقارئين يعرفون أن ( ُج َّل) الأخبار والروايات‬ ‫الجوزيه والألباني!‬
‫أنا ممن يعتقدون أن (الدين) بسيط ولا‬
‫إنما (اخ ُتلِقت) ل ُتستخدم في الحروب الدنيوية‬
‫على الخلافة والقيادة‪ ،‬وأُلصقت تعس ًفا وجو ًرا‬ ‫يحتاج كل هذا الشقاق والقتال والذبح والقتل‪،‬‬
‫بالنبي وصحابته‪ ،‬مثال الأحاديث التي رويت‬ ‫لأنه ببساطة نزل ليتمم مكارم الأخلاق‪ ،‬لا‬
‫أثناء الفتنة الكبرى‪ ،‬ناهيك عن أنها كلها رويت‬ ‫لكي نحفظ القرآن في الكتاتيب ولا أن نؤلف‬
‫ملايين الكتب التي تشرح كتاب واحد‪ ،‬لا‬
‫في زمن متأخر‪ ،‬وأن بينها حديث رواه أبو‬
‫هريرة يقول إن النبي نهى عن أن ُيكتب عنه‬