Page 64 - merit 41- may 2022
P. 64

‫العـدد ‪41‬‬  ‫‪62‬‬

                                                          ‫مايو ‪٢٠٢2‬‬

                ‫خاتمة‬                                           ‫في نواح أخرى هي تلك المتعلقة بالوزن واللوازم‬
                                                             ‫الموسيقية‪ ..‬وغير ذلك‪ .‬ولهذا‪ ،‬نجده يهاجم الابتذال‬
  ‫من خلال هذه الوقفة المقتضبة حول كتاب «الغربال»‬
         ‫ورأي العقاد فيه‪ ،‬يمكن استخلاص ما يأتي‪:‬‬                               ‫والعامية والسوقية في التعبير‪.‬‬
                                                              ‫ويشير العقاد في المقدمة نفسها إلى جوهر الخلاف‬
     ‫‪ -‬لقد حاول ميخائيل نعيمة أن يجدد في كثير من‬
    ‫المفاهيم المتعلقة بالإبداع عامة والشعر منه خاصة‪،‬‬            ‫الجزئي الموجود بينه وبين نعيمة‪ ،‬فهو يرى أنه‬
 ‫مثل اللغة والنقد والمقاييس الأدبية‪ ،‬حيث أضفى عليها‬          ‫خلاف في التطبيق وليس في الجوهر‪ ،‬ذلك أن دعوة‬
  ‫تص ُّو ًرا جدي ًدا يساير إيقاع التجديد الذي كان يشهده‬    ‫نعيمة تميل إلى التجديد في كل شيء بما في ذلك اللغة‬
  ‫العصر في تلك الفترة‪ ،‬مستفي ًدا في ذلك بما اطلع عليه‬     ‫وقواعدها‪ ،‬وكذا طريقة البيان وإيراد الكلام والموسيقى‬
‫في الآداب الغربية‪ ،‬أو ما سبقه إليه بعض رواد التجديد‬          ‫والوزن‪ ..‬وهذا يختلف شيئًا ما عن دعوة الشرقيين‬
 ‫في العالم العربي‪ ،‬فأسهم بذلك في تجديد النقد العربي‪،‬‬      ‫الجدد عامة والعقاد خاصة‪ ،‬فهؤلاء يريدون التجديد في‬
 ‫من خلال إعادة النظر في مجموعة من القضايا النقدية‬         ‫الشعر والأدب‪ ،‬ويحاربون من أجل تحقيق ذلك القديم‬
  ‫التي كانت تشهد تح ُّو ًل على مستوى التطور النظري‬           ‫وعمود الشعر‪ ،‬وما إلى ذلك‪ ،‬إلا أنهم لا يسعون إلى‬
                                                           ‫تحطيم كل شيء يبدو لهم من القدامى‪ ،‬بل يتمسكون‬
                             ‫والممارسة الإبداعية‪.‬‬             ‫بالعقل والمنطق اللذين يقولان بتبني الشعر الذاتي‬
    ‫‪ -‬للعقاد رأي إيجابي تجاه كتاب الغربال‪ ،‬باعتباره‬         ‫أو شعر النفس دون تحطيم كل شيء في الشعر مثل‬
‫استمرا ًرا للتجديد الذي كان ينادي إليه‪ ،‬ويحاول الدفاع‬     ‫اللغة والأسلوب والبيان‪ ..‬فلا يمكن هدم هذه الأصول‬
  ‫عنه في كتاباته النقدية‪ ،‬وخصو ًصا في كتابه الديوان‪،‬‬        ‫والقواعد الثابتة‪ ،‬والتي يقوم عليها جوهر الشعر من‬
  ‫الذي ب َّشر فيه بضرورة تجديد ممارستنا النقدية في‬        ‫أجل الوصول إلى شيء أو أشياء محددة متجاو ًزا بذلك‬
   ‫الشعرية العربية‪ ،‬إلا أن لديه تح ُّف ًظا من بعض الآراء‬    ‫الحرية في التجديد‪ ،‬وفي هذا السياق يرى العقاد «أن‬
    ‫الجزئية التي تخالف ما يدعو إليه‪ ،‬والتي لم يقتنع‬       ‫المؤلف الألمعي يعرف العلاقة بين اللفظ والمعنى أحسن‬
 ‫بفحواها‪ ،‬لأنها بقدر ما يمكن أن تفيد الممارسة النقدية‬          ‫تعريف‪ ،‬ولا يجوز باللفظ ولا بالمعنى عن حده في‬

         ‫من جهة‪ ،‬يمكنها أن تؤثر سلبًا في الوعي بها‬                                            ‫البلاغة»(‪.)19‬‬

                              ‫‪ -5‬الغربال ص‪.96‬‬                        ‫المرجع المعتمد في البحث‪:‬‬
                               ‫‪ -6‬الغربال ص‪.16‬‬
                              ‫‪ -7‬الغربال ص‪.17‬‬             ‫‪ -‬نعيمة ميخائيل‪ ،‬الغربال‪ ،‬مؤسسة نوفل‪ ،‬بيروت‬
                                                                                 ‫لبنان‪ ،‬الطبعة ‪.1981 ،12‬‬
                                       ‫‪ -8‬نفسه‪.‬‬
                         ‫‪ -9‬الغربال ص‪.68 -67‬‬                         ‫الهوامش‪:‬‬
                        ‫‪ -10‬الغربال ص‪.69 -68‬‬
                                                           ‫* باحث بسلك الدكتوراه‪ ،‬مختبر العلوم الإنسانية‬
                             ‫‪ -11‬الغربال ص‪.72‬‬                    ‫والمعرفية والدراسات النصية‪ ،‬الكلية متعددة‬
                        ‫‪ -12‬الغربال ص‪.77 -76‬‬                               ‫التخصصات بالرشيدية‪ ،‬المغرب‪.‬‬

                             ‫‪ -13‬الغربال ص‪.59‬‬             ‫‪ -1‬الغربال‪ ،‬ميخائيل نعيمة‪ ،‬مؤسسة نوفل‪ ،‬بيروت‪،‬‬
                    ‫‪ -14‬من مقدمة الغربال‪ ،‬ص‪.5‬‬                               ‫لبنان‪ ،‬الطبعة ‪ ،1981 ،12‬ص‪.15‬‬
                                                                                       ‫‪ -2‬الغربال‪ ،‬ص‪.19‬‬
                            ‫‪ -15‬نفسه‪ ،‬ص‪.7 -6‬‬                                                    ‫‪ -3‬نفسه‪.‬‬
           ‫‪ -16‬انظر الصفحة ‪ 6‬من مقدمة الغربال‪.‬‬                                          ‫‪ -4‬الغربال ص‪.19‬‬

                       ‫‪ -17‬مقدمة الغربال ص‪.10‬‬
                                     ‫‪ -18‬ص‪.11‬‬
                                      ‫‪ -19‬نفسه‪.‬‬
   59   60   61   62   63   64   65   66   67   68   69