Page 73 - merit 41- may 2022
P. 73

‫‪71‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫الشعر في سوريا‬

‫ب ِك الشعرا ُء ويعتقلون ِك في قصائدهم بلا جريمة‪.‬‬

           ‫في الصمت أتع ّق ُب أثا َر مطر ِك الساخن‪،‬‬
                          ‫وأدخ ُل غابت ِك السري َة‪،‬‬

‫كأنما أنا ربي ٌع محاص ٌر بالخوف والأخطار فلا أثم ُر‬
                                     ‫إلا وج َه ِك‪.‬‬

 ‫في الصمت تخر ُج عصافي ُر ِك الضرير ُة وفراشا ُت ِك‬
     ‫المُصط َّف ُة في تحية عسكرية من النون الساكن ِة‬
    ‫باسمي‪ ،‬كما يخر ُج نس ُر عيني ِك المجنح غي َر آب ٍه‬
         ‫بالألف المنصوبة مكا َن الأشجار باسم ِك‪.‬‬

    ‫في الصمت أركض خل َف شرود ِك‪،‬‬
            ‫أنافس وحو َش المحطا ِت‪،‬‬

                    ‫شعرا َء المقاهي‪،‬‬
                         ‫طيو َر الماء‪،‬‬

                    ‫نسا َء الزيزفون‪،‬‬
                     ‫لها َث البواخر‪،‬‬

                    ‫ُصنَّا َع الأسلحة‪،‬‬
                  ‫وسلاس َل الدخان‪.‬‬

 ‫لا ورد َة في يدي ولا حنين ولا مشيعين يحملونني‬
‫إلى المقبرة حين أسق ُط مكو ًما بطلقة‪ ،‬أو جملة بذيئ ٍة‪،‬‬

 ‫لكنني أركض وطر ُف دشداشتي بين أسناني غير‬
 ‫منتب ٍه إلى ما ِء الشهو ِة بين فخذ َّي يلمع مع أخاديد‬
‫الأمطار القديمة‪ ،‬ويختار زاوي ًة معتمة في أحشائها‪.‬‬

     ‫صار يتخيل أن لديه عناص َر كيميائية وألوا َن‬
‫الحيا ِة الزاهي َة‪ ،‬وكن ًزا من الكلوروفيل وكانت أمني ُته‬
 ‫الوحيد ُة أن يلم َع في أعما ِق النهر تما ًما مث َل شم ِس‬

                   ‫قريتنا البعيدة والمؤذية أحيا ًنا‪.‬‬

      ‫أجل ُس وحي ًدا تحت شم ِس صمت ِك الحارقة‬
         ‫أشرب كؤو َس الماء واحد ًة تلو الأخرى‬
                    ‫تار ًكا سنبل َة حياتي الذابلة‬
                      ‫تنزف حقيق َتها الصغير َة‬

     ‫دون أن تدري أن المط َر يم ُّر من أسفل الليل‬
                  ‫مثلما يم ُّر في أحلامنا اليابسة‬

‫ثم يدير وج َهه في اتجاه خناد ِق الحر ِب الخاسرة‪.‬‬
   68   69   70   71   72   73   74   75   76   77   78