Page 75 - merit 41- may 2022
P. 75
73 إبداع ومبدعون
الشعر في سوريا
كنت جند ًّيا في سرب نمل الحياة؛ أحفظ رائحة في جوفي مئات القتلى وأطنان من القطن الطبِّي
«الغليكوز» وكعوب أحذية المارة للورد أقول:
ثم أغرق رغ ًما عن ذاكرتي في كأس شاي وسيجارة. ح ِّضر مخالبك الطرية
نملة ثانية: للوجوه أقول:
مطر ..مطر
نعم ،لا شيء يمكن أن يمحو هذا ال َّصحو أكثر من
في كتاب الصف الثاني رصاصة عاقلة
أنشودة لأطفال لم يختبروا الغرق ،أو ربما اختبروه ل ِك أقول:
مؤخ ًرا اعذريني لا أستطيع الاقتراب أكثر.
ويوم تعيس لنملة لاجئة تشبهني. بينما تح ِّضرين الأجوبة للعشب الفضول ِّي
بينما تمسحين مرآة المرحلة؛ طم ًعا بعناق أقرب
نملة ثالثة: بينما تف ِّكرين بمفردة جديدة تف ِّسر الح َّب بأنه لم
في «مرطبان» السكر سنلتقي
يكن مصيدة وردية
مثل جائعين لقبلة لر َّبما تف ِّككين مك ِّونات قهوتك الصباحية الخجولة
حينها ستنتهي الحكاية على أتفه ما يرام.
على الطرف الآخر من الكوكب
نمل ..نمل.. بينما تفعلين ك َّل ذلك ببطء أو بسرعة ع َّداء كين ٍّي
يحفر في تربة الفكرة اله َّشة
لتكون القصيدة ثقبًا ندفن فيه نجوم هذه الليالي أنتظر هنا
كمارد انتزع معجزات الشرق من تحت جلده
السعيدة.
تعودين من عمل ِك في وقت متأ ِّخر وأبدلها بصفحة ()Word
حينها تكون العيون قد بلغت فطامها صفحة فارغة
فأرضعها صورة أخيرة لوجهك الحليب ِّي
وأرخي جثة أحلامي على هذا الفراش الذي لم يبرح سيتسلَّقها نمل القصيدة بعد قليل
ساح ًل مفردات العشق من أذنها
مكانه منذ كانت الكلمة
في الحلم؛ بعدها
لن يكون كانون جح ًرا للوحدة.
تسقط ورقة التوت عن وجهي
فيراني الحشد نملة عاشقة سعيدة الحظ. نملة أولى:
قبل الآن لم أكن مؤمنًا بضحكات الينابيع
ولا بالصور المتب ِّسمة على واجهات محال التصوير