Page 114 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 114
العـدد 28 112
أبريل ٢٠٢1
الأفارقة .وعلى الرغم من تنوع موضوعاتها الأدبية وثقل آما آيدو ،عن إيساي ،وتقول في معرض ردها على ُنقادها:
تعبيراتها ،إلا أن معظم أبطالها ورواياتها تتمحور حول «وماذا بعد؟! حتى الناس الأنانيين من حقهم أن يعيشوا
المرأة المكافحة في محاولة لنصرتها في ظل الاضطهاد في هذا العالم»(.)4
والظروف التي تتعرض لها ،ترى «آما» أن إبداعها جزء ومن الملاحظ أن أغلب أبطال أعمالها الروائية والقصصية
من السيدات اللائى ُيكافحن ضد الأفكار النمطية السائدة
من معركة يجب خوضها من أجل حصول المرأة على
حريتها ومكانتها الطبيعية في بلدان أفريقيا على اختلاف عن المرأة الأفريقية .وقد ناقشت من خلال مسرحيتها
«معضلة الشبح» مفهوم الجسد بالنسبة للقبائل الأفريقية
ثقافاتها(.)6
في حين عرضت الكاتبة «جسينا ملوف» من جنوب من خلال الأحداث الدرامية ،وكيف يتحكم المجتمع
أفريقيا 1986في مسرحيتها «هل رأيت زاندايل؟» نظرة الذكوري في حياة المرأة الإنجابية ،عندما قررت عائلة
المجتمع للمرأة كجسد بشكل شديد المباشرة أي ًضا؛ البطل «أتو» أن على زوجته الإنجاب بعد زواجها مباشرة،
من خلال طرحها لقضية الزواج المبكر التي تهدف
لاستغلال جسد المرأة بأسرع وقت ممكن ،كما طرحته فوظيفتها بيولوجية فقط.
من خلال منع الفتاة من التعامل مع الأولاد خو ًفا من قدمت آيدو المرأة -في هذه المسرحية -ذات الخيال
أن يتم الاعتداء عليها( .)7وقدمت الكاتبة «ميازو وركوو الواسع المتمثلة في جميع الشخصيات النسائية داخل
بيريهانو» في مسرحيتها «مستميتة للمحاربة» ،التي عائلة الشخصية الرئيسية «أتو» ،حيث آمنت الأم والجدة
تدور أحداثها في إثيوبيا؛ فكرة تعدد الزوجات ،وذلك من والخالات بإعطاء بعض الأدوية المهداة من أرواح الأجداد
أجل التأكيد على أن المجتمع الذكوري يعتبر المرأة جس ًدا، لزوجة أتو حتى تنجب طف ًل ،كما آمنوا بأن هناك
حيث تقديم الشخصية الدرامية «العريس» الذي يرغب صلة دائمة بين الإنسان والأرواح ،وقدرة استحضار
في الزواج من «مارتا» البطلة ،وهو أب لستة أبناء من تلك الأرواح التي لا بد أن ترضى عنهن حتى يعشن
زيجتين ،وبالإضافة للشخصية الدرامية الثانية «زوج حياة سوية وسعيدة ،لذا قدمت الكاتبة سمة درامية
البطلة الثاني» الذي رفض الاستمرار معها لكونها كانت لشخصياتها النسائية وهي الخيال الواسع ،التي لم
زوجة لغيره ،فبالتالي ينظر الزوج لزوجته على أنها سلعة تقدمها كاتبة من الكاتبات الأخريات نظ ًرا لاقتحامها هذا
تم استهلاكها من قبل ،وبالتالي تتحول مارتا لجس ٍد أي ًضا الموضوع بجرأة لم تتوفر عند بقية الكاتبات اللائي لم
يعترفن بنقاط ضعفهن ،وإنما أغلبهن يركزن على سلبيات
بصورة غير مباشرة.
ومن هنا يتضح أن أغلب الكتَّاب والكاتبات قد تعرضوا المجتمعات الذكورية فقط(.)5
لقضية النظر للمرأة كجسد ،ذلك لأن المجتمعات الأفريقية كما صورت آما آتا أيدو ،في كل رواياتها وكتابتها كفاح
ما زالت تتعامل مع قضايا المرأة بحساسية شديدة خو ًفا المرأة الأفريقية ،محاولة خروجها عن العادات المتخلفة،
من العادات والتقاليد التي ما زالت تعيب على الكاتب أو
وهي أستاذة
الكاتبة إن تطرقا لقضايا تخص الجنس. جامعية ،وكاتبة
وشاعرة من غانا،
ثانيا :قضايا المرأة الأفريقية شغلت منصب وزير
على خشبة المسرح التربية والتعليم
في بلدها ،وعملت
وحول التوظيف الدرامي لصورة المرأة وقضاياها على إنشاء مؤسسة
المطروحة في المسرح الأفريقي ،فالسؤال المطروح هو: لدعم الشاعرات
كيف ينظر المجتمع لجسد المرأة؟ إنها نظرة استعمارية،
ولقد أكدت نظرية ما بعد الكولونيالية أن الاستعمار الأفريقيات في
تعامل مع المرأة الأفريقية كجسد ،وكثي ًرا ما حاربت عام ،2002كما
أنشأت دار نشر
النظرية النسوية تلك النظرة من خلال مقولاتها تقوم بطباعة العمل
الأول لكتّاب القصة