Page 110 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 110

‫العـدد ‪28‬‬   ‫‪108‬‬

                                                    ‫أبريل ‪٢٠٢1‬‬

                 ‫اغتصاب وضرب واحتجاز طل ًبا للفدية‬                              ‫لأسرتها‪ ،‬فالأسواق‬
                                                                              ‫التقليدية تزدحم عادة‬
   ‫من الأعمال الحديثة‪ ،‬وأنواع تجارة حديثة مثل‬                                ‫بالنساء اللاتى يبعن ما‬
   ‫تجارة القات وتجارة الأسلحة النارية وتجارة‬                                 ‫تيسر لهن من البضائع‬

                  ‫الأطفال والتليفونات المحمولة‪.‬‬                                  ‫مثل المواد الغذائية‪،‬‬
 ‫فى ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى فى دورته‬                                       ‫ومستلزمات البيئة‪،‬‬
‫الثانية والثلاثين لعام ‪ 2019‬حرصت على تحقيق‬                                   ‫والملابس‪ ،‬والمجوهرات‪،‬‬

     ‫التنمية والرخاء لشعوب القارة‪ ،‬ولذلك دعت‬                                       ‫والخشب‪ ،‬والماء‪،‬‬
    ‫لمبادرة إسكات البنادق‪ ،‬وهنا يبرز دور المرأة‬                                  ‫والبضائع الأخرى‪،‬‬
    ‫الأفريقية بين إسكات البنادق وقاطرة التنمية‬                                  ‫إضافة إلى العمل فى‬
‫وخير مثال لهذا هو رواندا‪ ،‬فبعد مذبحة ‪)12(1994‬‬                                    ‫الصرافة‪ ،‬ولكن مع‬
‫قامت المرأة ونفضت الغبار في دولة كانت منهارة‬                                  ‫ذلك فالمرأة الصومالية‬
    ‫تما ًما‪ ،‬وأخذت على عاتقها إقامة وبناء الدولة‪.‬‬                            ‫قبل ذلك ربة منزل من‬
    ‫في كتابها ‪ Rwanda Women Rising‬ذكرت‬                                     ‫الدرجة الأولى‪ ،‬وأم حنون‬
                                                                            ‫وزوجة مطيعة ونشيطة‬
        ‫د‪.‬سواني هنت ‪-‬أستاذ الأقتصاد والعلوم‬                                 ‫ومكافحة‪ ،‬صباحها يبدأ‬
    ‫السياسية بجامعة هارفارد‪ ،‬والتي زارت أكثر‬           ‫قبل شروق الشمس حيث تقوم بإعداد الفطور‬
  ‫من ‪ 64‬دولة أفريقية‪ ،‬وقامت بدراسة ‪ 70‬حالة‬              ‫لأبناء أسرتها‪ ،‬رغم غياب الوسائل الأساسية‬
 ‫في روندا‪ -‬كيف قامت النساء بإرساء قواعد هذا‬               ‫المساعدة والأدوات المنزلية المهمة كالأدوات‬
    ‫البلد؟ حيث بدأت بالمشكلات الصغيرة وحلها‬
‫كالمشاكل الصحية‪ ،‬وإنشاء رابطة لرعاية الأطفال‬                                             ‫الكهربائية‪.‬‬
    ‫الأيتام والأرامل والمساكين والفقراء والتعليم‪،‬‬        ‫إلا أنها تحسن تدبر أمورها‪ ،‬فهى توقظ أهل‬
   ‫وأقامت لجان الحقيقة والمصالحة على المستوى‬        ‫بيتها ليتناولوا الفطور الذى أعدته لهم‪ .‬ثم ترسل‬
    ‫المحلي‪ ،‬وعملت كمديرة لتلك اللجان وكقاضية‬          ‫أبناءها إلى مراكز تحفيظ القرآن‪ ،‬وتحمل بعدها‬
                                                      ‫بضاعتها من خضرة ولحوم لتبيعها فى السوق‪،‬‬
                                       ‫وشاهدة‬        ‫وحال إنهائها لعملها الخارجى تعود لمنزلها لتعد‬
                                                     ‫طعام الغذاء‪ ،‬هذا بجانب قيامها بالأعمال المنزلية‬

                                                                                           ‫الأخرى‪.‬‬
                                                       ‫ولقد أجبرتها آلة الحرب وما جرته من ظروف‬
                                                    ‫حياتية صعبة على القيام مقام الرجل الذى قضت‬

                                                          ‫عليه تلك الحروب‪ ،‬ولهذه الأسباب مجتمعة‬
                                                        ‫اضطرت المرأة فى مقديشو للبحث عن فرصة‬
                                                     ‫عمل توفر من خلالها الطعام‪ ،‬واللباس‪ ،‬والعناية‬

                                                           ‫الطبية والتعليم لأولادها‪ ،‬الأمر الذى جعل‬
                                                    ‫الكثيرات منهن يتجاوزن مرحلة الإعالة إلى مرحلة‬

                                                      ‫الثراء‪ ،‬فقد ذكرت إحصاءات صادرة عن جهات‬
                                                        ‫متخصصة؛ من بينها مركز التخطيط الوطنى‬

                                                       ‫التابع لكلية الاقتصاد والعلوم الإدارية بجامعة‬
                                                         ‫مقديشو‪ ،‬أن ‪ %80‬من التجارة الصومالية فى‬

                                                       ‫الداخل والخارج تديرها النساء‪ ،‬فظهرت أنواع‬
   105   106   107   108   109   110   111   112   113   114   115