Page 115 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 115

‫نون النسوة ‪1 1 3‬‬

                                                                       ‫وفرضياتها‪ ،‬كما تناولها الكتَّاب‬

                                                                       ‫في مسرحهم ولكن اختلف‬

                                                                       ‫أسلوب العرض بين الرجال‬

                                                                       ‫والنساء‪ ،‬حيث قدم بعض منهم‬

                                                                       ‫هذا المفهوم بشكل مباشر‬

                                                                       ‫بينما قدمه آخرون بأسلوب‬

                                                                       ‫غير مباشر‪ ،‬فقدم الكاتب‬

                                                                       ‫(إسماعيل محمد) في مسرحيته‬

                                                                       ‫«بوردا» نظرة المجتمع للمرأة‬

                                                                       ‫كجسد بشكل شديد المباشرة‬

                                                                       ‫من خلال شخصيته الدرامية‬

                                                                       ‫النسائية الوحيدة «عائشة»‬

                                                                       ‫التي عانت من الرجال في‬

                                                                       ‫المجتمع‪ ،‬ونظرتهم لها بشكل‬

                                                                       ‫شهواني‪ ،‬وصراعها الدرامي‬

‫وول سوينكا‬  ‫آما أتا آيدو‬                                ‫نادين غورديمر‬  ‫مع الذكور في احتمالية‬
                                                                       ‫التعرض للتحرش طوال‬

   ‫ويمكننا أن نلمح تطو ًرا في الفكر المسرحي في درامات‬                  ‫الوقت(‪.)8‬‬
     ‫الكاميرون‪ ،‬والتصاق الآداب الدرامية هناك بالواقع‬
                                                        ‫ومن أبرز الدول ذات الاسم البارز فى عالم المسرح‬
 ‫الأفريقي‪ ،‬وظهور المشكلات الاجتماعية حية نشطة على‬
  ‫خشبة المسرح‪ ،‬وعلى أيدي فريق من الشباب الأفريقي؛‬       ‫نيجيريا وغانا ومالى وفى الشرق غينيا وأوغندا وأثيوبيا‪،‬‬
 ‫ففي عام ‪ 1938‬قدمة الفرقة مسرحية (دوالا) ‪DUALA‬‬
  ‫عرض (الذين يحب بعضهم البعض) ‪LES AMANTS‬‬                ‫وفى الجنوب دولة جنوب أفريقيا‪ ،‬ورواندا أصبح لديها‬
‫‪ ،DE NULLE PART‬وتحكي قصة حب في إحدى القرى‬
  ‫الأفريقية‪ ،‬لكنها تهدف من وراء مضمونها الدرامي إلى‬     ‫نشاط مسرحى وتهتم بتنظيم مهرجانات للمسرح‪ ،‬وتعد‬
   ‫تعرية موقف المرأة (نصف البشرية)‪ ،‬لتدين الضغوط‬
  ‫والعبودية التي ترسف فيها امرأة القارة الأفريقية(‪.)10‬‬  ‫جنوب أفريقيا الأكثر تطو ًرا فى حركة المسرح؛ ولديها‬
  ‫وفي كينيا؛ استخدمت العديد من منظمات حقوق المرأة‬        ‫من عظماء المسرح الحاصلين على نوبل مثل (نادين‬
 ‫المسرح‪ ،‬مما يشير إلى وجود طلب كبير على هذا النوع‪.‬‬
                                                        ‫غورديمر)‪ ،‬الحاصلة على نوبل فى ‪ ،1999‬وهناك أي ًضا‬
    ‫من أصل ‪ 20‬منظمة تم أخذ عينات منها‪ ،‬استخدمت‬          ‫الكاتب المسرحي النيجيرى وول سوينكا الحاصل على‬
  ‫‪ 18‬منظمة المسرح التشاركي‪ ،‬بينما تستخدم أخرى فن‬
‫الدمى لأغراض تعليمية‪ .‬تنفذ معظم منظمات حقوق المرأة‬                     ‫نوبل ‪.1986‬‬
 ‫في كينيا أنشطتها في كل من المناطق الريفية والحضرية‪.‬‬
                                                        ‫ظل المسرح الأفريقي يعاني من غياب المرأة بشكل بارز‪،‬‬
    ‫وهي لا تستهدف النساء فقط‪ ،‬بل تستهدف الرجال‬
  ‫والشباب والأطفال في معظم الحالات‪ .‬تشمل الأنشطة‬        ‫فهي كممثلة؛ لا تأخذ فيه مكانة أساسية؛ بل إن المسرح‬

                   ‫الرئيسية لهذه المنظمات ما يأتي‪:‬‬      ‫الأفريقي أقرب للذكورية‪ .‬فالنص المسرحي كثي ًرا ما لا‬
                 ‫‪ -1‬تقديم المساعدة القانونية للنساء‪.‬‬    ‫يعطي أدوا ًرا مهمة للممثلات المسرحيات‪ ،‬لأن العادات‬
       ‫‪ -2‬ممارسة الضغط والدعوة حول قضايا النوع‬          ‫الأفريقية القديمة منعت المرأة من ولوج ميدان المسرح‪،‬‬

                                                        ‫الشيء الذي بدأت وتيرته تخف الآن‪ .‬علما بأنه حتى‬

                                                        ‫الأربعينيات من القرن العشرين لم تكن المرأة قد صعدت‬

                                                        ‫إلى الخشبة ؛ وكان عام ‪ 1939‬يمثل أول صعود إحدى‬

                                                        ‫الفتيات الأفريقيات مع زميلاتها ضمن عرض مسرحي‬

                                                        ‫قدمته مدرسة روفسك للبنات ‪ ،RUFISQUE‬حيث‬

                                                        ‫لعبن أدوا ًرا صغيرة في أول مسرح يقام في أفريقيا‬
                                                                                   ‫الفرانكوفونية(‪.)9‬‬
   110   111   112   113   114   115   116   117   118   119   120