Page 142 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 142

‫العـدد ‪28‬‬                             ‫‪140‬‬

                                ‫أبريل ‪٢٠٢1‬‬                        ‫لإلقاء نظرة على تعريفات‬
                                                                  ‫وخصائص الشعر النثري‬
 ‫‪-‬مثل سيميك‪ -‬مندهش من‬           ‫فيما يتعلق بالتحديد الأدبي‬       ‫التي قدمت بواسطة النقاد‬
    ‫لغز التركيب‪ ،‬ولكن يبدو‬        ‫بشكل عام والشعر النثري‬
   ‫أن هذا التشبيه أكثر أما ًنا‬       ‫بشكل خاص أشار راسل‬                         ‫والشعراء‪.‬‬
                                 ‫إدسون في كتابه (بورتريه‬       ‫يكتب إي إم سيوران «ارتباط‬
 ‫وصناعة وطنية‪ .‬حيث يكتب‬                ‫الكاتب كرجل سمين)‬
    ‫«التفكير في قصيدة النثر‬           ‫إلى "أننا لسنا مهتمين‬        ‫الشيء اعتباطيًّا مع ذلك‬
     ‫بوصفها صندو ًقا‪ ،‬ربما‬              ‫بالتحديدات العلمية‬     ‫بالتعريف هو رفض للشيء‪،‬‬
                                   ‫المعتادة‪ ،‬لأنه ليس لدينا‬
‫صندوق طعام الغذاء أحضره‬             ‫هذه المعرفة‪ ،‬ولا الأداة‪.‬‬         ‫وجعله غير ضروري‪،‬‬
‫أبي من العمل لي ًل إلى المنزل‪.‬‬   ‫نريد أن نكتب متحررين من‬            ‫وفائ ًضا لا لزوم له»(‪.)7‬‬
                                   ‫الشعور بالدين أو الالتزام‬        ‫ويبدو أن معظم شعراء‬
   ‫ماذا بداخله؟ بعض الورق‬        ‫إلى أي شكل أدبي أو فكرة‪،‬‬         ‫النثر يتفقون مع سيوران‬
‫المشمع‪ ،‬نصف شطيرة بزبدة‬           ‫متحررين حتى من أنفسنا‪،‬‬           ‫في النظرة‪ ،‬فهم يكرهون‬
 ‫الفول السوداني‪ .‬ليس هناك‬             ‫متحررين من توقعاتنا‬         ‫آلية التعطيل المقيدة للعقل‬
‫الكثير من الإشارة أو التلميح‬                                      ‫والمرتبطة بالتعريف‪ ،‬فهم‬
                                 ‫الخاصة‪ ..‬هناك حقيقة فعل‬            ‫يحيطون بقصيدة النثر‪،‬‬
   ‫لكيفية مرور اليوم‪ ،‬ولكن‬          ‫الكتابة بعي ًدا عن الإطار‬     ‫وكأنها تمساح‪ .‬فبد ًل من‬
     ‫فقط سحر القيام برحلة‬                     ‫المكتوب فيه"‬          ‫استخدام شباك الصيد‬
                                                                   ‫يعتمدون على الاستعارة‪،‬‬
   ‫غامضة والعودة منها‪ .‬إن‬       ‫تشارلز سيميك‬                         ‫معتمدين على الشرائح‬
    ‫طعم شطيرة زبدة الفول‬                                           ‫التناظرية لأدمغتنا والتي‬
 ‫السوداني الجافة أل ّذ من أي‬                                    ‫تستطيع احتضان التناقض‬
  ‫طعام مصنوع من اللحم(‪.)1‬‬                                          ‫والمفارقة بشكل طبيعي‪.‬‬
‫ثم هناك إدسون الذي يقارن‬                                          ‫في عدد خاص عن قصيدة‬
     ‫القصيدة النثرية بطائرة‬                                    ‫النثر من مجلة «شعر» يقول‬
  ‫مصنوعة من حديد الزهر‪،‬‬                                              ‫تشارلز سيميك «كتابة‬
‫يمكنها الطيران‪ ،‬ويرجع ذلك‬                                         ‫قصيدة نثر تشبه محاولة‬
‫أسا ًسا لأن قائدها لا يهتم إن‬                                       ‫اصطياد ذبابة في غرفة‬
                                                               ‫مظلمة‪ .‬من المحتمل أن تكون‬
       ‫كانت تفعل ذلك أم لا‪.‬‬                                    ‫الذبابة غير موجودة‪ ،‬الذبابة‬
     ‫ومع ذلك فإن هذا النثر‬                                          ‫داخل رأسك‪ ،‬ومع ذلك‬
   ‫الوحشي الأثقل من الهواء‬                                     ‫تستمر في التعثر والاصطدام‬
      ‫سيرى مثل هذه اللعبة‬                                         ‫بالأشياء في هذه المطاردة‬
   ‫المصنوعة من حديد الزهر‬                                            ‫الساخنة‪ .‬قصيدة النثر‬
   ‫التي تطفو فوق الأشجار‪.‬‬                                       ‫انفجار لغوي بعد اصطدامه‬
   ‫كل ذلك يتم من مقصورة‬                                         ‫بقطعة أثاث كبيرة(‪ .)7‬تجسد‬
‫القيادة‪ .‬عصا الفرح مصنوعة‬                                           ‫مقارنة سيميك العفوية‬
    ‫من اللحم‪ .‬يجلس الطيار‬                                         ‫والإحباط اللذين يلازمان‬
 ‫على كرسي مطبخ قديم أمام‬                                             ‫وتنطوي عليهما كتابة‬
  ‫طاولة مغطاة بقطعة قماش‬                                       ‫قصيدة نثرية‪ .‬لويس جنكينز‬
‫زيتية‪ .‬يبدو أن أكواب القهوة‬
‫والملاعق هي عناصر التحكم‪،‬‬
  ‫ولكن الطيار نائم‪ .‬أنت على‬
   ‫حق يبدو أن هذه الطائرة‬
    ‫تطير‪ ،‬لأن طيارها يحلم‪.‬‬
   137   138   139   140   141   142   143   144   145   146   147