Page 143 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 143

‫حول العالم ‪1 4 1‬‬

     ‫الذي يستوطن تسمانيا‪،‬‬               ‫الشعرية مثل الإيقاع‬              ‫(بورتريه‪ ،‬ص‪)38‬‬
   ‫ولكنه أي ًضا عائلي‪ ،‬ولكني‬       ‫والاستعارة‪ .‬وتجادل بأن‬          ‫استعارة إدسون وتعليقه‬
                                   ‫قصيدة النثر «تظل شكليًّا‬     ‫على التعريف الأدبي جذابان‬
     ‫أدركت بعد ذلك ضعف‬            ‫نو ًعا من النثر»‪ ،‬ثم تضيف‬
 ‫المقارنة‪ .‬الكود الجيني لخلد‬                                          ‫بالنسبة للشعراء‪ ،‬لأنه‬
  ‫الماء محدد مسب ًقا‪ .‬لا يمكن‬         ‫«قصيدة النثر مثل كل‬          ‫يناصر اللاوعي‪ ،‬والخيال‬
‫أن ينمو فجأة جذع الفيل من‬          ‫الأنواع محكومة بالتقليد‪،‬‬
 ‫مؤخرته ما لم ينته به المقام‬      ‫إلا إذا جاءت لتقويضه»(‪.)63‬‬         ‫الشخصي‪ ،‬في محاولته‬
   ‫في قصيدة راسل إدسون‪.‬‬           ‫تقترح ميرفي «سواء أمالت‬       ‫للهروب من التدنيس الأدبي‬
                                  ‫قصيدة النثر إلى ذلك أم لا‪،‬‬
     ‫بالمقارنة فإن التحولات‬         ‫فيجب أن تخرب الأنواع‬           ‫والثقافي «هناك حقيقة في‬
     ‫الممكنة لقصيدة النثر لا‬                                        ‫فعل الكتابة أكثر مما هو‬
                                      ‫لتصبح أخرى»‪ .‬يدرك‬         ‫مكتوب» (بورتريه‪ ،‬ص‪.)38‬‬
                 ‫حصر لها‪.‬‬         ‫تشارلز سيميك أن قصيدة‬         ‫نعم! ومع ذلك هل من الممكن‬
  ‫إذا كان هناك مخلوق يشبه‬
                                    ‫النثر «نوع أدبي هجين»‪.‬‬           ‫في هذا الوقت أن تكتب‬
     ‫قصيدة النثر‪ ،‬وإذا كان‬           ‫اندماج ملغم من الشعر‬           ‫في نوع أدبي غير مدرك‬
‫وجودها يعتمد بشكل جزئي‬           ‫الغنائي‪ ،‬والنادرة‪ ،‬والحكاية‪،‬‬      ‫أنه موجود ح ًّقا‪ ،‬أو تكون‬
 ‫على نهب أراضي العديد من‬           ‫والقصة الرمزية‪ ،‬والملحة‪،‬‬        ‫متجاه ًل للأنواع الأخرى‬
                                ‫تدوين اليومي‪ ،‬وأنواع أخرى‬        ‫الراسخة والمساوية لحالتنا‬
    ‫الأنواع الأخرى‪ ،‬فيمكننا‬     ‫كثيرة من النثر‪ .‬قصيدة النثر‬       ‫تلك‪ ،‬المثل‪ ،‬والقول المأثور‪،‬‬
   ‫مناقشتها من خلال بعض‬         ‫هي المكافئ في الطهي لأطباق‬       ‫الحكاية‪ ،‬الفكر‪ ،‬وهلم ج َّرا؟‬
    ‫التقاليد المعروفة في إلقاء‬        ‫الفلاحين مثل البابيلا‪،‬‬        ‫«من أين تأتي الأنواع؟»‬
   ‫نظرة على «تقليد» قصيدة‬            ‫والبامية اللتين تجمعان‬
‫النثر بوصفها ذات خصائص‬            ‫مجموعة كبيرة مختلفة من‬              ‫يسأل تودروف‪« .‬بكل‬
                                 ‫النكهات والمكونات‪ ،‬وهي في‬      ‫بساطة من الأنواع الأخرى‪.‬‬
     ‫معينة‪ .‬فقد أشار مايكل‬          ‫النهاية تتشكل بفضل فن‬         ‫النوع الجديد تحويل لنوع‬
 ‫بينيدكت في مقدمة مختاراته‬         ‫الطهي‪ ،‬وامتزاجها بطريقة‬
                                     ‫ما‪ .‬إلا أن المقارنة ليست‬      ‫سابق‪ ،‬أو لعدة أنواع عن‬
       ‫الرائدة (قصيدة النثر‬     ‫دقيقة‪ .‬الشعر النثري لا يتبع‬      ‫طريق معارضته أو إزاحته‪،‬‬
‫مختارات عالمية) ‪-‬هل سيعيد‬       ‫وصفة‪ .‬والأطباق التي يعدها‬         ‫أو دمجه»(‪ .)15‬سواء اتفقنا‬
                                   ‫لا يمكن التنبؤ بها‪ ،‬وغالبًا‬
  ‫بعض الناشرين المتبصرين‬           ‫ما تختلف من قصيدة إلى‬            ‫أو اختلفنا مع تودروف‪،‬‬
‫طباعة ونشر هذه المختارات‪-‬‬       ‫أخرى‪( .‬دورة طويلة‪ ،‬ص‪)15‬‬            ‫من الواضح أن الكثيرين‬
                                ‫يبدو في الواقع أن أي وصف‬         ‫من الشعراء والنقاد اتخذوا‬
  ‫إلى بعض الخصائص التي‬              ‫ناجح لهذا النوع يتضمن‬         ‫اتجا ًها مشابها إلى قصيدة‬
  ‫لا تزال فاعلة ومفيدة‪ .‬أو ًل‬         ‫عنصر عدم القدرة على‬       ‫النثر‪ .‬تريد مارجريت ميرفي‬
 ‫يج ّذر بينيدكت قصيدة النثر‬         ‫التنبؤ‪ .‬عندما بدأت كتابة‬
   ‫الحديثة من خلال العودة‬          ‫النثر لأول مرة واض ًعا في‬          ‫تحرير قصيدة الشعر‬
                                   ‫الاعتبار أن الشعر النثري‬         ‫من النثر‪ ،‬مشيرة إلى أن‬
    ‫إلى الرمزيين الفرنسيين‪،‬‬        ‫نوع أدبي متميز فكرت في‬        ‫«اللغة غير الأدبية» في سأم‬
 ‫وإلى روبرت بلي في (البحث‬        ‫خلد الماء هذا الهجين القبيح‬      ‫باريس لبودلير «بتعابيرها‬
   ‫عن دخان التنين)‪ ،‬والمقال‬
                                                                       ‫السياسية»‪ ،‬و»عامية‬
    ‫الأخير يستكشف اتجا ًها‬                                        ‫الشوارع»‪ ،‬وكلاهما يحبط‬
      ‫جدي ًدا كان يتحرك فيه‬                                        ‫محاولة الناقد في تعريف‬

   ‫الشعر الأمريكي في عقدي‬                                           ‫الشعر النثري من خلال‬
 ‫الستينيات والسبعينيات‪ .‬ثم‬                                      ‫الاعتماد على هيمنة الوظائف‬
  ‫يقدم تعري ًفا عمليًّا لقصيدة‬

     ‫النثر بأنها نوع شعري‬
   138   139   140   141   142   143   144   145   146   147   148