Page 222 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 222
العـدد 28 220
أبريل ٢٠٢1
ثانيا :دور الإعلام وأمريكا اللاتينية ،وتدع ُم وكال ُة الإعلا ِم الأمريكية
الغربي في تشويه الحكوم ُة الأمريكي ُة وكال َة في أفريقيا حوالي ثلاثين
صورة القارة.. الإعلام الأمريكي ِة بالضغ ِط
نموذج أزمة دارفور المباش ِر على البلدا ِن النامي ِة، برنام ًجا إذاعيًّا محليًّا وقوميًّا؛
فكر ُة هذه البرام ُج تمج ُد
مما لا شك فيه أن وكان لاز ًما أن تضم َن الولايات المتحد ِة ،ولكنها في
مشكلة دارفور محلية الولايا ُت المتحد ُة لوكالتِها الوق ِت نف ِسه تحاو ُل التحقير
في أساسها ،إلا أن تدخل تا ًّما في مجا ِل
القوى الخارجية -وفي لذا أبرمت اتفاقا ٍت االحدتعكااي ًرِةا، من شأن البلدان الأفريقية،
مقدمتها الولايات المتحدة
عديد ًة للتعاو ِن الاقتصادي، خاصة التي تتب ُع سياسة
الأمريكية وبريطانيا وتشتر ُط فيها أن يواتي خارجية مستقل ًة.
وإسرائيل وغيرها -كان ونشرت وكال ُة الإعلا ِم
للأمريكيين الاستئثا ِر الأمريكية أكث َر من مئ ٍة
له أثر سلبى أدى إلى بالحق في ب ِث الموا ِد وعشرين فر ًعا في مئ ِة بل ٍد،
تفاقم الأزمة ،وانتقالها الإعلامي ِة(.)5 وخصص ْت لأفريقيا وح ِدها
إلى مشكلة إقليمية ثم كما شرع ْت -في الوق ِت خمسين فر ًعا ،وتمتل ُك هذه
دولية ،بل اعتبرت القوى نف ِسه -في ممارسة ضغوط الوكال ُة مئتيين وخمسين
الغربية هذه الأزمة أسوأ أخرى في محاول ِة لتقري ِب مرك ًزا في بلدا ٍن أجنبي ٍة،
كارثة إنسانية في مطلع الأمم الجديد ِة إلى مصاد َر وك ُل مرك ٍز ملح ٌق به مكتب ٌة،
القرن الحادي والعشرين. أخرى للإعلا ِم ،فتطلع ْت وتستخد ُم أكث َر من مئتي دا ِر
وقد اهتم الإعلام الغربي الكونغو وتوجو إلى اتبا ِع عر ٍض سنيمائية ،وثمانية
سياس ِة عد ِم الانحياز،
اهتما ًما كبي ًرا بأزمة وسمحتا بدخو ِل مراك ِز آلاف آلة عرض الأفلا ِم،
درافور ،فالتدفق الإعلامي إعلام روسية ،بغي ِة إحدا ِث حيث تعرض ثلاثمئة مكتب ِة
في الصحف ووكالات تواز ٍن ،ذلك بعدما اتفق ْت فيل ًما ،وتتولى إدار َة هذه
الأنباء والإذاعات ومحطات الوكالة هيئ ٌة مركزية باسم
التلفزة العالمية المتعلقة ربما رئي ِس الجمهورية ،فمن ثم
يفوق أي تدفق أحرزه أي مع أمريكا على إنشاء تخط ُط وتنس ُق أنشطتِها
مراك ِز إعلا ٍم أمريكي ٍة ،فإذا
موضوع آخر .ولا يقارن بواشنطن تهد ُد بوق ِف بالتعام ِل المباش ِر مع
إلا بما بثته أجهزة الدعاية البنتاجون والوكال ِة المركزي ِة
المعونا ِت ،في محاول ٍة لقس ِر للاستخبارا ِت .حيث كان
الغربية بخصوص 11
سبتمبر وحرب العراق البلدين على العزوف عن
والحرب في أفغانستان، نيتهما في اتبا ِع سياس ِة عد ِم
وقد ظلت صحف واشنطن الهدف ليس تشوية وتنميط
بوست ونيويورك تايمز،
ولوس أنجلوستايمز()6 الانحياز. الصورة الأفريقية عند الغير،
وجارديان والتلجراف
وغيرها ،ووكالات أنباء مما سبق يتضح لنا قوة وإنما كانت تسعى وسائل
مثل روتيرز ،وبي بي
سي وغيرها ،تتخذ من أداة الإعلام في السياسة الإعلام الغربية في أفريقيا
الخارجية للغرب ،لتظل إلى من ِع انتشار وسائل
الإعلام القومي ِة في البلدا ِن
أفريقيا تحت سيطرته، النامي ِة للسيطر ِة على مح ِل
وممارسة نوع من أنواع سو ِق الأفكا ِر،
عن بذ ِل مبال َغ
الاستعمار الجديد عليها، فطلاائلت ٍةحعلجى ُم
كما حدثنا عنه الزعيم نش ِر وتوزي ِع ستين جريد ًة
كوامي نكروما في كتابه ومجل ًة في أفريقيا وآسيا
باسم «الاستعمار الجديد”.