Page 223 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 223

‫تعرضت أفريقيا في حقبة الاستعمار‬                       ‫موضوع درافور مادة يومية‬
      ‫لنهب ثرواتها‪ ،‬بل حاول المستعمر‬                           ‫مع التركيز على الهجوم‬
     ‫استعمار العقول والأبدان‪ ،‬استعمار‬                          ‫على الحكومة السودانية‬

       ‫الأبدان من خلال توظيف الطاقات‬                      ‫وجماعات الجنجويد‪ ،‬ودأبت‬
       ‫البشرية الأفريقية لخدمة الأغراض‬                     ‫هذه الأجهزة الإعلامية على‬
‫الاستعمارية (الرق)‪ ،‬أما استعمار العقول‬                      ‫وصف ما يحدث بالإبادة‪،‬‬
   ‫فببث الثقافة الغربية وطمس معالم‬                         ‫وبالغت في ذكر عدد القتلى‪.‬‬
  ‫الثقافات المحلية‪ ،‬وتصويرها على أنها‬
  ‫–فقط‪ -‬فقر ومرض وصراعات واستبداد‬                                ‫واستخدمت العناوين‬
                                                              ‫الرئيسة للجرائد الكبيرة‬
                               ‫وتخلف فكري‬                      ‫بصورة تجعل الإيجاب‬
                                                            ‫سلبًا‪ ،‬مع تحميل الحكومة‬
‫العالمي»‪ ،‬ودورها في جذب‬          ‫الجميع بتمثيل جريمة‬        ‫السودانية المسئولية دائ ًما‪،‬‬
 ‫الاستثمارات لأفريقيا‪ ،‬إلى‬     ‫الاغتصاب‪ ،‬وتم تسريب‬           ‫فحتى قبيل يوليو ‪2004‬‬
‫جانب تقديم المسؤولين عن‬      ‫شريط الفيديو الذي صور‬          ‫فاق عدد التقارير والأخبار‬
                                                          ‫التي جمعها موقع ياهوو على‬
      ‫الفساد للمحاكمة(‪.)9‬‬        ‫هذه الجريمة لوسائل‬         ‫الإنترنت من وكالات أنباء‬
                              ‫الإعلام الغربية(‪ .)8‬وأثناء‬    ‫عديدة ‪-‬أبرزها الفرنسية‪،‬‬
‫ثالثا‪ :‬أسباب غياب‬              ‫انعقاد المنتدى الإعلامي‬         ‫والأسوشيتدبرس‪17 -‬‬
 ‫إعلام أفريقي دولي‬            ‫الخاص بالقارة الأفريقية‬
  ‫يتصدي للإعلام‬             ‫“ندد وزير إعلام جمهورية‬               ‫مليون مادة إخبارية‬
                              ‫بنغلاديش (حسن الحق)‬          ‫بخصوص دارفور(‪ ،)7‬وظل‬
      ‫الغربي‬                 ‫بتعمد الإعلام الغربي نقل‬       ‫الإعلام الغربي مص ًّرا على‬
                               ‫صورة نمطية عن القارة‬       ‫أن ما حدث في دارفور يعتبر‬
 ‫يرجع غياب إعلام أفريقي‬      ‫الافريقية”‪ ،‬حيث قال “إن‬
‫دولي يقوم بمهمة تصحيح‬                                          ‫إبادة عرقية واغتصاب‬
‫الصورة الذهنية والمدركات‬        ‫وسائل الإعلام الغربية‬                        ‫جماعي‪.‬‬
                               ‫وضعت القارة الأفريقية‬
     ‫السلبية التي يطرحها‬     ‫في مركز العنف والجريمة‪،‬‬           ‫وذلك رغم أن الكثيرين‬
   ‫الإعلام الغربي إلى عدة‬      ‫مثلما حدث مع المسلمين‬        ‫من سكان درافور أنفسهم‬
   ‫أمور يمكن أن نعرضها‬          ‫بتصويرهم إرهابيين”‪،‬‬
                             ‫ودعا الحق وسائل الإعلام‬           ‫‪-‬خاصة في معسكر أبو‬
               ‫فيما يأتي‪:‬‬    ‫إلى تحسين صورة أفريقيا‬             ‫شول‪ -‬نفوا وجود أي‬
    ‫أ‪ -‬سيطرة نمط الملكية‬                                      ‫اغتصاب جماعي‪ ،‬وذكر‬
    ‫الحكومية على مختلف‬           ‫وإعادة القارة لمسارها‬        ‫قاضي محكمة الجنايات‬
   ‫وسائل الإعلام المقروءة‬   ‫الطبيعي‪ ،‬باعتبارها «المحرك‬      ‫للدكتور محمد سليم العوا‬
                                                           ‫‪-‬خلال زيارته للسودان في‬
      ‫والمرئية والمسموعة‪.‬‬          ‫الأساسي للاقتصاد‬         ‫سبتمبر ‪ -2004‬أن هناك‬
        ‫ب‪ -‬تركز الإعلام‬                                   ‫قضية اغتصاب واحدة يوجد‬
                                                            ‫بها ثلاث نسوة استؤجرن‬
                                                                ‫من قبل إحدى حركتي‬
                                                          ‫التمرد‪ ،‬وتم استئجار رجلين‬
                                                                ‫ودفع ‪ 500‬ألف جنيه‬
                                                             ‫سوداني لكل منهما‪ .‬وقام‬
   218   219   220   221   222   223   224   225   226   227   228