Page 292 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 292
العـدد 28 290
أبريل ٢٠٢1
«الأرض اليباب»
دراسة مقارنة لست ترجمات عربية
وعن الترجمة الجديدة ،يقول المؤلف« :لقد قرأنا في أوقات عن دار المدى العراقية ،صدر كتاب «الأرض اليباب
مختلفة منذ الستينيات عدة ترجمات عربية لهذه القصيدة،
وتلاقحها مع التراث الإنساني» للشاعر العراقي فاضل
ووجدنا للأسف أنها تحتوي على أخطاء كثيرة في فهم السلطاني .وتضمن دراسة عن مصادر القصيدة
النص الأصلي وفي مواضع مهمة إلى الدرجة التي تعكس
الأسطورية والدينية ،والشعرية والنثرية ،في كل التراث
المعنى إلى نقيضه ،كما سنبين في الدارسة المرفقة. الإنساني وليس الغربي فقط ،وتحلي ًل لأقسام القصيدة
وهذا الكلام ليس المقصود منه التقليل من شأن هذه الخمسة ،بالإضافة إلى ترجمة جديدة ،ودراسة مقارنة
الترجمات ،ولا من الجهد الكبير الذي بذله المترجمون الذين لترجمات عربية للقصيدة صدرت منذ الستينيات وبعدها
نناقش ترجماتهم هنا .لقد قدم هؤلاء جمي ًعا خدمة كبيرة لـ»لويس عوض وأدونيس ويوسف الخال وعبد الواحد
للثقافة العربية ،وللشعر تحدي ًدا ،حين ترجموا منذ وقت
مبكر «الأرض اليباب» ،مساهمين بذلك في إغناء تجربة لؤلؤة وماهر شفيق فريد ويوسف اليوسف وتوفيق
الشعر الحديث ،التي شكلت هذه القصيدة بشكل خاص، صايغ» .يقول د.خلدون الشمعة في تقديمه للكتاب« :لا شك
عنص ًرا أساسيًّا في تشكله وتطوره اللاحقين ،كما حصل
مع التجارب الشعرية الجديدة في أجزاء كثيرة من العالم. عندي أن سجال فاضل السلطاني مع التناص وإلماعات
لكن هذا لا يبرر ،في الترجمات الني نناقشها هنا ،اقتراف الأرض اليباب ،سجال مثير للإعجاب .كما أنه يدل من
أخطاء عكست ،وحرفت المعنى في مواضع كثيرة أشرنا حيث اكتماله على سيطرة معرفية متميزة على جل ما يتصل
إليها ،وكان من الممكن تجنبها .لقد تتبعنا ما نراه أخطاء،
أو تفسيرات خاطئة ،وثبتنا النص الأصلي وما يقابله بإليوت ونظريته في التراث.
من الترجمات الست ،ومواطن الخلل فيها ،ليأخذ القارئ وهذا السجال الذي تنطلق فيه الترجمة الجديدة يبدأ
فكرة كاملة عن طبيعة عملنا ودوافعه ،وهو فهم القصيدة بمناقشة مستهل الأرض اليباب« :نيسان أقسى الشهور»،
بصورة أفضل وأقرب للنص الأصلي ومعناه ،كما قدمنا مثي ًرا بذلك مشكلة التناص والإلماعة اللذين تنهض عليهما
مقارنة لكل ترجمة مع الترجمات الأخرى ،مشيرين للخلل القصيدة .يقول« :يفتتح إليوت هذا القسم بمقطع عن جدب
فيها ،مثبتين ما نراه دقي ًقا ،أو أقرب للدقة مع تقديم عالمنا المعاصر من خلال تصوير نيسان شه ًرا قاسيًا ،ليس
التفسيرات والشروحات ،إضافة للنص الأصلي ،التي تدعم لأنه شهر صلب المسيح كما يعتقد د.عبد الواحد لؤلؤة،
بل لأنه قاس بالنسبة لأولئك العاجزين روحيًّا .فهو بداية
ما ندعي أنه خطأ أو صواب». الربيع الذي تتفتح فيه الطبيعة وينبثق الجمال بينما هم
وضم الكتاب أي ًضا ،مقتطفات وافية من آخر كتاب صدر
عن إليوت بعنوان «قصائد تي.أس .إليوت» لكريستوفر غير قادرين على التمتع بخيراته».
ريكس وجيم ماكيو .وهو سفر ضخم صدر بمجلدين عام الاعتراض على تفسير عبد الواحد لؤلؤة يمكن أن يبدو
2015في أكثر من 2000صفحة .وفيه لم يبق المحرران مقبو ًل إذا كانت الإلماعة هنا تقتصر على الإشارة إلى صلب
المسيح ،وليس مقبو ًل إذا اقتصر على ذلك ولم ينظر إلى
ريكس وماكيو سط ًرا من القصيدة ،إلا وأحالاه إلى الإلماعة باعتبارها تحيل بدورها إلى إلماعات أخرى لشهر
مصادره الأسطورية والدينية ،والشعرية والنثرية ،في كل نيسان .وأحدها وليس كلها إشارة السلطاني إلى قصيدة
تشوسر القائلة« :عندما تتساقط في أبريل زخات المطر
التراث الإنساني وليس الغربي فقط الطيبة الرائحة» .هنا تكمن مشكلة إحالات التناص في شعر
إليوت .فهي تتجاوز المحمول المعرفي لإحالة واحدة».