Page 287 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 287
285 ثقافات وفنون
كتب
من صور الموت..
في قصائد
عبد الله المتقي
«الموت كما لو كان خردة» (المغرب)
لوداد نبي
بحجارة «كوباني» ،خمس قصائد وروائحه ،ويكاد صوته يتعالى في تعد موضوعة الموت لصيقة
لحزن قديم ،المكان مضاء بالذكر.. أغلبية قصائده ،لوعي الشعراء
بصورة هذا الموت وصيغه بالشعر ،بحيث تعددت أشكالها
وغيرها من أسماء القصائد ،كما وألوانه ،بسبب معايشتهم وتصوراتها من زمن إلى زمن،
تلجأ إلى النص ذي المقاطع المرقمة لتفاصيله المخيفة ،وبسبب
حساسيتهم العميقة. ومن شاعرة إلى شاعر ،إلا
أو النص ذي المقاطع المفصولة أن تجربة الموت في الحرب
ببياض. ولا شك في أن ديوان «الموت كما تنطوي على قدر كبير من الرعب
لو كان خردة» للشاعرة الكردية والشراسة والهمجية ،وفائض
ويمكن القول عمو ًما إن تجربة
وداد نبي تجربة شعرية أخرى، السورية وداد نبي ،الصادر قيمة الأسى والوجع.
أخي ًرا عن دار بيت المواطن ،ضمن في هذا السياق ،يمكن القول
لفرط حضور الموت والحرب إن المدونة الشعرية العربية
حتى في قصائد الحب ،والذي ظل سلسلة «شهادات سورية» التي
مراف ًقا لقصائدها بسبب حساسية تصدرها الدار ،وهي المجموعة حفلت بالموت وتجلياته
الموت السوري ،بوصفها شاعرة الثانية للشاعرة بعد مجموعتها ومعانيه وفضاءاته ،بسبب ما
كابده الشاعر مع الموت بكل
سورية كردية من جهة ،ثم «ظهيرة حب ،ظهيرة حرب» أشكاله ،ولعل التجربة الشعرية
تجربتها الهتشكوكية والمرعبة مع ،2013نموذ ًجا لهذه الموت. الفلسطينية نموذج ساطع لهذا
يتكون ديوان «الموت كما لو كان الحضور الكثيف لتيمة الموت إلى
الموت. خردة» من قصائد مختلفة الطول
يقترح الديوان على القارئ منذ والبناء ،وتحمل كل قصيدة عنوا ًنا درجة التوحد معه.
عتبته الجوهرية الموت علامة أولى، يغري بالقراءة من قبيل« :المجزرة والمقبل على الشعرية السورية
لكنه موت استثنائي ومستفز، لا يكاد يجد ديوا ًنا شعر ًّيا يخلو
ذلك أن المسند -الخراب لا يلائم تبتسم ،حين نرجم قلوبنا من موضوعة الموت بفواجعه
المسند إليه -الموت ،ما دام الموت