Page 283 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 283

‫‪281‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫كتب‬

                    ‫ووجهي؟!»‪.‬‬            ‫الظلام البصر؟»‪ .‬وأي ًضا(‪:)20‬‬        ‫الشعري وعدم انتظامه يشكل‬
  ‫لقد أسرف الشاعر في استخدام‬           ‫«لملذا اللغة خرساء‪ /‬أمام أبجدية‬       ‫عائ ًقا أمام القارئ ذي القراءة‬
                                      ‫دموعها؟» وقوله(‪« :)21‬أو الأزهار‬        ‫المسترسلة‪ ،‬فهذه الأسطر غير‬
      ‫علامة التعجب‪ ،‬فالاندهاش‬           ‫التي خرجت على رياضها‪ /‬لماذا‬           ‫المنتظمة تستدعي من القارئ‬
  ‫والاستغراب إلى ما آل إليه البلد‬                                         ‫وض ًعا خا ًّصا يحدد جسد القارئ‬
                                          ‫تطلق الشتائم؟»‪ .‬وقوله(‪:)22‬‬
      ‫جسده من خلال هذه الأداة‬            ‫«تستدرجون الأرقام وتجهلون‬                    ‫بالنسبة للنص(‪.)16‬‬
                  ‫السيموطيقية‪.‬‬         ‫النتائج‪ /‬أيها الأذى متى ستحلق‬
                                                                           ‫ثال ًثا‪ :‬علامات الترقيم‬
   ‫ج‪ -‬المد النقطي‪ :‬تقنية توظيفية‬                               ‫بي؟»‪.‬‬
  ‫جمالية يلجأ إليها الشاعر لجلب‬           ‫من خلال عرض هذه النماذج‬         ‫نقصد بعلامات الترقيم مجموعة‬
                                           ‫يتضح لنا كيف بنى الشاعر‬       ‫علاقات كتابية‪ ،‬وليس صوتية‪ ،‬أي‬
    ‫انتباه القارئ‪ ،‬فقراءة المكتوب‬        ‫ديوانه على هذه الأداة‪ ،‬إذ كانت‬  ‫لا تظهر أثناء الجهر بالقراءة‪ ،‬لكن‬
    ‫وتأويل المحذوف له أهمية في‬             ‫علامة الاستفهام هي العلامة‬
   ‫تكوين الصورة الشعرية‪ ،‬ومن‬                                               ‫تأثير هذه العلامات تظهر كأدلة‬
  ‫نماذج ذلك قوله(‪« :)26‬شهية‪..‬‬                       ‫الطاغية على النص‪.‬‬       ‫ضاغطة للنبر فقط‪ ،‬وكذلك فإن‬
‫شهية‪ ..‬يمضغون‪ /‬لدقيق أصفر»‪.‬‬                ‫ب‪ -‬علامة التعجب‪ :‬تستعمل‬        ‫تغير موقعها أو حذفها من النص‬
‫وقوله(‪« :)27‬شك ًرا لأفريقيا التي‬          ‫هذه التقنية عندما يكون هناك‬     ‫يؤثر على تغير المعنى إلى النقيض‬
‫خبأتني في رحالها‪ /‬بعي ًدا ج ًّدا‪.»..‬‬     ‫انفعال وتعجب واندهاش‪ ،‬وقد‬        ‫بإضافة دلالة أخرى؛ لذلك امتنع‬
    ‫فكانت غاية الشاعر الأساسية‬          ‫تظهر هذه العلامة بالمشافهة عن‬
  ‫هي جلب الانتباه وتزويق النص‬          ‫طريق نبرة الصوت‪ .‬ومن نماذج‬             ‫الكثير من العلماء من إضافة‬
    ‫وجعله متماشيًا مع التطورات‬             ‫ذلك قول الشاعر(‪« :)23‬لماذا‬     ‫علامات الترقيم للنصوص خو ًفا‬
                                       ‫الزم ُن من داخل الأمكنة راحل؟‪/‬‬       ‫من المعاني المضادة التي سوف‬
                      ‫الحاصلة‪.‬‬
       ‫د‪ -‬نقطة الحذف‪ :‬تستعمل‬                ‫والمكان حينما دخل بالزمن‬         ‫تظهر في النص(‪ ،)17‬فعلامات‬
 ‫النقاط الثلاث للدلالة على الشيء‬            ‫توقف‪ /،‬ألهذا‪ ..‬الجنوب بلا‬     ‫الترقيم في الشعر الحديث لم تعد‬
                                        ‫أطفال؟!»‪ .‬وقوله(‪« :)24‬أنفاسك‬     ‫مجرد علاقات تلصق داخل النص‪،‬‬
                                        ‫الراقد ُة على الصدور لا تشتعل‪/‬‬    ‫بل أدت دو ًرا مه ًّما في فك وتأويل‬
                                            ‫ُخذ ومضه من أنفاسهن‪/..‬‬
                                                                                    ‫شفرات النص الأدبي‪.‬‬
                                             ‫بلا أوتاد خيمتك!‪ /‬ووعك‬        ‫وقد احتفى ديوان الشاعر بعدة‬
                                             ‫مستعمرات»‪ .‬وقوله(‪:)25‬‬
                                                                                     ‫علامات‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬
                                               ‫«لماذا ك َّل هذه الفوضى‪/‬‬  ‫أ‪ -‬علامة الاستفهام (الاستعلام)‪:‬‬
                                                 ‫في المبتغى‪ /‬والمقهى‪/‬‬
                                                                                  ‫تكاد علامة الاستفهام لا‬
                                                                             ‫تنفصل عن تفعيلات الشاعر‪،‬‬

                                                                                ‫فبدأ باستخدام هذه التقنية‬
                                                                              ‫في الصفحات الأولى لديوانه‪،‬‬
                                                                            ‫وهذا يدل على عمق التساؤلات‬
                                                                             ‫التي تجول في ذهنه‪ ،‬فالسؤال‬
                                                                         ‫والتساؤل كان حاض ًرا في الديوان‬
                                                                             ‫جميعه‪ ،‬ومن نماذج ذلك(‪:)18‬‬
                                                                         ‫«من يزر ُع القم َح بين سواقيهن؟»‪.‬‬
                                                                              ‫وكذلك قوله(‪« :)19‬من يفت َح‬
                                                                            ‫عينًا أهدابها َحجر؟‪ /‬ويمرر في‬

                                                                         ‫حسن النصار‬
   278   279   280   281   282   283   284   285   286   287   288