Page 284 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 284

‫العـدد ‪28‬‬                            ‫‪282‬‬

                                    ‫أبريل ‪٢٠٢1‬‬

      ‫التقنيات المستعملة في الشعر‬    ‫هذه العلامة بنسبة قليلة في ديون‬        ‫المحذوف أو الكلام المضمر‪ ،‬في‬
       ‫الحديث‪ ،‬وتستعمل للفصل‬                        ‫(قيامة الأرامل)‪.‬‬          ‫بعض الأحيان‪ ،‬وقد يستعين‬

    ‫بين الكلمات والجمل القصيرة‬         ‫و‪-‬الفاصلة‪ :‬تقنية مهمة تفصل‬           ‫الكاتب بنص ويلاحظ أن بعض‬
                       ‫والطويلة‪.‬‬           ‫بين الذات والأشياء‪ ،‬وبين‬         ‫المفردات ليس لها ضرورة مما‬

   ‫ومن أهم نماذج هذه العلامة في‬         ‫العناصر‪ ،‬وهذه العلامة تسهم‬             ‫يستدعي حذفها‪ ،‬أو أن ينقل‬
     ‫الديوان(‪« :)54‬اقرأ‪ /..‬نهض‬       ‫في زيادة حماس وشغف القارئ‪.‬‬            ‫الكاتب كلام غيره فيجده ناق ًصا‬
        ‫مسك ٌن فز ًعا‪ /‬من كابوس‬
                                         ‫فالفاصلة كالفسحة يستريح‬               ‫فيستعين بهذه النقاط(‪.)28‬‬
‫السقوط‪ /‬التاريخ كائن مي ٌت‪ /‬يولد‬         ‫القارئ فيها‪ ،‬ومن ثم يوصل‬           ‫ومن ذلك(‪« :)29‬أوشكت الفتاة‬
‫من فرج ميت‪ /‬الكائن حي‪ /‬نموت‬           ‫قراءته لباقي كلامه‪ .‬ومن نماذج‬        ‫أن تفسر خوفي جبنًا‪ /‬والبارود‬
                                    ‫ذلك(‪»:)83‬سأرغم حلبجة غالبًا ما‬
    ‫في قمم التاريخ»‪ ،‬وقوله(‪:)64‬‬       ‫تنسى المرأة ظلها‪ /‬عبادان‪ ،‬زين‬           ‫يفسره مو ًتا‪ ،»..‬وقوله(‪:)30‬‬
       ‫«وأرتب سرير الأرض على‬          ‫القوس‪ ،‬سيف سعد‪ ،‬شلامجة‪/،‬‬                 ‫«وعلى التقاء الركبتين حملن‬
                                     ‫البيضة‪ ،‬حقول مجنون‪ ،‬الخاجية‪،‬‬          ‫القبائل النافرة‪ /‬في قلبي رم ٌق‪..‬‬
  ‫شكل امرأة‪ /‬اشتهرت باللوعة»‪.‬‬        ‫الشيب‪ /،‬سربيل زهاب‪ ،‬كردمند‪،‬‬
  ‫فالشاعر فصل بين الجمل وليس‬         ‫الطيب‪ ،‬ديزقول‪ /،‬بدره‪ ،‬جصان‪،‬‬                ‫هيا صبية‪ .»..‬وقوله(‪:)31‬‬
 ‫المفردات‪ ،‬وإن دل على شيء‪ ،‬فأنه‬          ‫كيلان غرب‪ ،»..،‬وقوله(‪:)93‬‬          ‫«هناك‪ ..‬مئذنة للروح‪ ..‬وأخرى‬
                                    ‫«وما تقوله الآن أوراق الشجر‪.»..،‬‬        ‫لك‪ /‬وللرصيف وحده قصيد ٌة‬
           ‫يدل على الأمة المتعددة‪.‬‬     ‫وأي ًضا(‪« :)04‬لماذا الزمن دخل‬       ‫من الحب»‪ ،‬وأي ًضا(‪« :)32‬هنا‪/‬‬
   ‫ط‪ -‬القوسان‪ :‬يعد القوسان من‬          ‫الأمكنة راح ًل؟‪ /‬والمكا ُن حينما‬  ‫الغربة سكن‪ /‬فالتحف ُت عريها‪ /‬أو‬
 ‫أهم الأدوات المستعملة في توضيح‬                                          ‫الغربة تسكنني‪ /..‬سأنا ُم عار ًيا في‬
                                               ‫دخ َل بالزمن توقف‪.»،‬‬
     ‫وشرح الكلام المبهم والتعليق‬      ‫س‪ -‬نقطتا التغير‪ :‬توضع نقطتا‬                                ‫ثيابي»‪.‬‬
 ‫عليه‪ ،‬وغالبًا ما تشير هذه العلامة‬                                           ‫ه‪ -‬نقطتا التوتر‪ :‬تقنية ظهرت‬
  ‫السيميوطيقة للدلالة على الإحالة‪،‬‬      ‫التغير لتفسير وتوضيح غاية‬
                                          ‫مبهمة وبيان مقصد الكلام‪.‬‬         ‫في الشعر الحديث بخلاف الشعر‬
   ‫والتناص والتضمين‪ ،‬واستدعاء‬
   ‫المعرفة الخلفية‪ ،‬أو التأشير على‬     ‫ومن نماذج ذلك(‪« :)14‬احتمال‬            ‫القديم‪ ،‬فالشاعر يضع نقطتين‬
                                          ‫لا تقليدي‪ /‬علينا بقتل دمع ٍة‬
      ‫الشرح‪ ،‬والتعليق والتوضيح‬                                            ‫أفقيتين‪ ،‬وقد تتوسط هذه العلامة‬
        ‫الدقيق‪ ،‬وحصر المعلومات‬      ‫ومصادرة أوجاعها»‪ .‬وأي ًضا(‪:)24‬‬
                                         ‫«لا أملك ولا ألوم‪ /‬لقنديلة‪/‬‬     ‫بين مفردتين أو أكثر‪ ،‬أو قد تكون‬
  ‫البارزة(‪ )74‬ومن أهم التفعيلات‬
‫التي وردت فيها هذه العلامة(‪:)84‬‬      ‫ُمواجهة‪ /:‬وعلى الأنيق والواقع»‪.‬‬      ‫بين مفردات النص الشعري‪ .‬ومن‬
 ‫«(يا دجلة الخير يا أم) المساكين»‪.‬‬      ‫وكذلك(‪« :)34‬خط على سورة‬
                                       ‫القلب بطباشير الخوف‪ /:‬قيام‪:‬‬          ‫نماذج ذلك(‪« :)33‬قلوب نسائنا‬
    ‫استعمل الشاعر في هذا الشطر‬
‫الشعري الأقواس‪ ،‬واستعان بشطر‬        ‫قادسية صدام‪ /‬جلوس‪ :‬انتصرنا‬               ‫مداف ٌن‪ ،»..‬وقوله(‪« :)43‬البحر‬
                                                ‫على الفرس المجوس»‪.‬‬       ‫ورائكم‪ ..‬وجوشن‪ ،»..‬وقوله(‪:)53‬‬
  ‫للجواهري ووضعه بين الأقواس‬
  ‫لحصر الكلام وعدم التلاعب به‪،‬‬       ‫فالشاعر أراد أن يبين حال وطنه‬       ‫«بعد عام‪ ..‬بعد غيمة‪ ..‬بعد وطن‪/..‬‬
                                        ‫ويميزه عن غيره من الأوطان‪،‬‬
     ‫لكن أكمل هذا الشطر بصيغة‬                                                 ‫بعد خسارة‪ ..‬بعد العجاج‪،»..‬‬
 ‫أخرى‪ ،‬فوضع كلمة مساكين بدل‬          ‫فكما نعلم أن هذه العلامة توضع‬
                                         ‫قبل الكلام‪ ،‬أي بين المقول أو‬       ‫وقوله(‪« :)63‬كلي نيرا ٌن على ما‬
     ‫بساتين‪ ،‬وهذا التعويض كلمة‬                                             ‫تشقون‪ /‬ها‪ ..‬ها‪ ..‬ها‪ ..‬قه‪ ..‬قه‪..‬‬
    ‫بكلمة أخرى التجأ إليه الشاعر‬    ‫المنقول والمقسوم‪ ،‬وبعض المواضع‬
                                           ‫المهمة للحال والتميز(‪.)44‬‬          ‫قه‪ ،»..‬وأي ًضا(‪« :)73‬واتهجى‬
      ‫ليدلل على حزنه على عاصمة‬             ‫ح‪ -‬العارضة الماثلة‪ :‬إحدى‬        ‫الحروف‪ /..‬ق‪ ..‬ت‪َ ..‬ل‪ُ ..‬ج‪ ..‬ن‪..‬‬
‫العراق (بغداد)‪ ،‬فالأقواس هنا أدت‬                                           ‫د‪ ..‬ي‪ /‬يحيا القات ُل‪ /‬م‪ ..‬ا‪َ ..‬ت‪..‬‬

    ‫غرضها؛ وهو استدعاء المعرفة‬                                                              ‫ش‪ْ ..‬ع‪ ..‬ب»‪.‬‬
   ‫لخلفية قوله(‪ :)15‬دللول يالولد‬                                          ‫فالشاعر ها هنا استعمل النقطتين‬

                                                                                ‫الأفقيتين للدلالة على التأمل‬

                                                                             ‫والتخييل والإبداع‪ ،‬وقد وردت‬
   279   280   281   282   283   284   285   286   287   288   289