Page 191 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 191

‫الملف الثقـافي ‪1 8 9‬‬

‫والميليشيات الموالية للإخوان‬   ‫ليحقق أردوغان حلمه بزعامة‬       ‫الإسلامية» من الاستخبارات‬
  ‫المسلمين في شمال أفريقيا‬          ‫المسلمين في العالم‪ .‬فكما‬    ‫الألمانية‪ .‬وهو أي ًضا مسؤول‬
           ‫ومنطقة الساحل‪.‬‬          ‫قال ياسين أقطاي‪ ،‬نائب‬
   ‫فالعثمانية الجديدة تسعى‬                                        ‫تنفيذي في ‪ ،EMUG‬وهي‬
   ‫إلى إحياء «تركيا الكبرى»‬     ‫رئيس حزب العدالة والتنمية‬      ‫شركة مقرها ألمانيا تدير أكثر‬
                                ‫السابق والمستشار الرئيسي‬
 ‫التي تجدد نموذ ًجا حضار ًّيا‬    ‫الحالي لأردوغان‪« :‬الإخوان‬        ‫من ‪ 300‬مسجد في شبكة‬
    ‫كلاسيكيًّا للإمبراطورية‬                                      ‫‪ ،Milli Gorus‬وتكشف عن‬
                                     ‫المسلمون يمثلون القوة‬      ‫تداخل الإخوان مع الأتراك‪.‬‬
  ‫العثمانية ترتكز عليه القوة‬               ‫الناعمة لتركيا”‪.‬‬     ‫الزيات متزوج من ابنة أخت‬
     ‫الاقتصادية والعسكرية‬                                        ‫أربكان‪ ،‬التي شغل شقيقها‬
                                    ‫يشعر الأوروبيون بقلق‬       ‫منصب رئيس ميلي جوروس‬
  ‫والسياسية‪ .‬بأراضي تمتد‬              ‫متزايد بشأن تداعيات‬
  ‫من شرق تراقيا (الآن جزء‬                                           ‫في ألمانيا‪ ،‬وكذلك رئيس‬
                                ‫التأثير التركي الإخواني على‬     ‫مجلس الإدارة من ‪.EMUG‬‬
    ‫من اليونان)‪ ،‬إلى قبرص‪،‬‬     ‫أراضيهم‪ .‬لكن التحدي هو أن‬
‫شرق جزر بحر إيجة وأجزاء‬                                        ‫أردوغان يحلم بتزعم‬
                                ‫هذا التأثير مدعوم من دولة‬        ‫المسلمين في العالم‬
  ‫من شمال سورية وشمال‬              ‫قوية لها علاقات تجارية‬
       ‫العراق وكامل أرمينيا‬         ‫وسياسية وأمنية عميقة‬          ‫وتؤكد فورن بوليسي أن‬
                                                                   ‫فروع الإخوان في جميع‬
‫الحديثة وأجزاء من جورجيا‬         ‫مع معظم الدول الأوروبية‪.‬‬            ‫انحاء العالم تتلقى بعد‬
              ‫وحتى إيران‪.‬‬        ‫بالنسبة للجزء الأكبر‪ ،‬هذه‬       ‫«الربيع العربي» دع ًما ماليًّا‬
                                 ‫الجهود قانونية‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬         ‫وسياسيًّا قو ًّيا من تركيا‪،‬‬
    ‫هناك مراقبون يتوقعون‬       ‫من الواضح بشكل متزايد أن‬
 ‫حتمية الصدام مع أردوغان‬        ‫السفارات والمنظمات الدينية‬        ‫ت أوزال قبل المحادثات في أنقرة في ‪ 20‬يوليو ‪.1991‬‬
  ‫ومن خلفه الإخوان‪ ،‬وهناك‬
                                   ‫والشركات التركية‪ ،‬التي‬
    ‫من ينادي بمعاقبة تركيا‬        ‫تعمل بالتنسيق مع شبكة‬
‫بصرامة‪ ،‬والعمل على توحيد‬          ‫واسعة نسبيًّا من الكيانات‬
 ‫معارضيه م ًعا وفك الارتباط‬       ‫المرتبطة بالإخوان‪ ،‬تسعى‬
‫الاقتصادي والطرد من حلف‬            ‫لتحقيق مصالح وترويج‬
 ‫شمال الأطلنطي(‪ .)25‬لكن ما‬     ‫وجهات نظر داخل المجتمعات‬
‫يهمنا أكثر في مصر والشرق‬
                                    ‫الإسلامية التي هي على‬
   ‫الأوسط‪ ،‬هو استثمار هذا‬       ‫مسار تصادم مع الحكومات‬
‫العداء المتصاعد ضد تركيا في‬
‫الغرب‪ ،‬وبناء تحالفات قوية‪،‬‬                   ‫الأوروبية(‪.)24‬‬
‫فالعدو مشترك وهو الإخوان‬         ‫كما يشعر الأوربيون بقلق‬
                                  ‫متزايد أي ًضا من استخدام‬
      ‫في تركيا وفي كل مكان‬        ‫أردوغان لسلاح اللاجئين‬

                                    ‫إلى أوروبا دون إرادتها‪،‬‬
                                ‫وما يفعله في البحر المتوسط‬

                                  ‫والشرق الأوسط‪ .‬بالنسبة‬
                                     ‫لتركيا‪ ،‬تعد ليبيا جز ًءا‬

                                   ‫من خط دفاعها العثماني‬
                                     ‫الجديد واستراتيجيتها‬

                               ‫لتوحيد الأحزاب والحكومات‬
   186   187   188   189   190   191   192   193   194   195   196