Page 193 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 193
191 الملف الثقـافي
وجد الغرب نفسه أمام ظل الغرب على مر عقود أزمة العالم مع الإسلام وأزمة الإسلام مع العالم مؤمن سلام
جيش من الإسلاميين ُمدرب
-ربما منذ خمسينات القرن
و ُمسلح وخارج عن أى العشرين -يعتقد أنه يستطيع
سيطرة ،على عكس ما كان استخدام الإسلام في صراعه
يعتقد قادة الغرب أن هذا
الجيش يقع تحت سيطرتها ضد الشيوعية عن طريق
ويمكن التحكم فيه ،ولعل جماعات الإسلام السياسي،
السبب في ذلك أن هؤلاء الرسمية وغير الرسمية،
القادة -ومن وراءهم مراكز دون أن ُيصيبه شي ٌء من
لهيب هذه الجماعات .حيث
الأبحاث -لم يفهموا بعد ُبنيت الرؤية الغربية على أن
العقلية الإسلامية التي لا نشر الفكر الإسلامي عن
يمكن السيطرة عليها ،فلهذه طريق دعم جماعات الإسلام
التنظيمات الإسلامية أفكارها
الخاصة وعقيدتها المستقلة، السياسي مثل الإخوان
والتي تختلف من جماعة المسلمين ،والنظم الدينية في
لأخرى قد تصل إلى تكفير الدول ذات الأغلبية المسلمة،
بعضها البعض ،بالرغم من
اتفاقها جمي ًعا على الهدف سيكون بمثابة حاجز
المرحلي ،وهو إقامة حكم صد ضد انتشار الأفكار
إسلامي في كل دولة ،وإحياء الشيوعية في هذه المجتمعات،
الخلافة الإسلامية وأستاذية فكانت ما ُسميّت بالصحوة
العالم كهدف نهائي .وهو عام 1979والغزو السوفيتي
ما جعل العقدين :الأخير من لأفغانستان وظهور ما ُيسمى
القرن العشرين والأول من بالجهاد الأفغاني والثورة
القرن الواحد والعشرين، الإسلامية في إيران ،والغريب
يشهدان موجة من العمليات أن هذه السنة نفسها هى ما
الإرهابية ،من نفس هؤلاء شهدت صعود النيوليبرالية
الذين تدربوا وتسلحوا على في الولايات المتحدة مع
يد مخابرات الدول الكبرى.
وبد ًل من أن يتعلم العالم وصول رونالد ريجان
للبيت الأبيض ،الذي تبنى
الغربي الدرس بأن «المجاهدين» وأطلق عليهم
التحالف مع هذه التنظيمات اسم مقاتلي الحرية ،واستقبل
وفدهم في المكتب البيضاوي،
هو تحالف مدمر ،وأن
السحر لا بد وأن ينقلب وفي المملكة المتحدة مع
على الساحر ،راح قادة صعود مارجريت تاتشر إلى
رئاسة الوزراء ،وفي الصين
الدول الغربية يتبنون مع إعلان الحكومة الصينية
نظرية محاربة الإسلام بزعامة دينج جياو بينج عن
السياسي العنيف بالإسلام
السياسي «الديمقراطي»! الإصلاحات الإقتصادية.
ومع سقوط جدار برلين
وتفكك الاتحاد السوفيتي،
حرب المجاهدين الإسلاميين
في أفغانستان