Page 71 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 71

‫‪69‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫شعــر‬

                                                ‫فيوليت أبو الجلد‬

                                                               ‫(لبنان)‬

                                                      ‫قطار‬

               ‫‪-2-‬‬                                       ‫‪-1-‬‬

             ‫تدخل الحقول إلى القطار السريع‪،‬‬         ‫لم أصعد إلى القطار من جهة الشمال‪،‬‬
              ‫تتحول المقاعد إلى عشب أخضر‪،‬‬                          ‫لا من جهة الجنوب‪،‬‬

                                ‫الزجاج ير ّق‬     ‫كان الثوب يرفرف وينحسر عن ركبت ّي‪،‬‬
                  ‫تصير النافذة نسمة وتلهو‪.‬‬      ‫كانت خصلات ال َشعر تنحسر عن وجهي‪.‬‬

                          ‫الصفير في الخارج‬                                      ‫الهواء‪،‬‬
                          ‫الصفير في الداخل‪،‬‬                       ‫الحيرة القلق الخوف‪،‬‬
                       ‫كل شيء يعلن الذهاب‬                     ‫هكذا وقفت بكامل ذهابي‪،‬‬
                                                              ‫هكذا أحببت بكامل فراقي‪،‬‬
                             ‫كل شيء يعود‪.‬‬                ‫كانت القطارات تصفر في أذن ّي‪،‬‬
             ‫أضاءوا الفوانيس ل َنرى أو ل ُنرى!‬                   ‫كان العابرون عابرين‪،‬‬
                                                    ‫كانت الأيام تترك رسائلها في جيبي‪،‬‬
                  ‫نحن الغائمان في لقاء ماطر‪،‬‬            ‫كان جيبي مثقو ًبا كحياة ناقصة‪،‬‬
              ‫في البرهة الفاصلة بين عالم ينام‬
                                                                        ‫كنت أدور أدور‬
                              ‫وآخر يصحو‪.‬‬                ‫أنا الواقفة الأبدية في مهب الكلام‬
                          ‫في اللحظة الحاسمة‬      ‫كنت أغني في الصيف وأجوع في الشتاء‪.‬‬
       ‫قبل أن نفتح مظلة السقوط نحو الأعلى‪،‬‬             ‫هكذا لم أعش تما ًما ولم أمت تما ًما‬
    ‫في الإشارات الخرساء التي ارتكبتها الأغنية‬
                    ‫حين كانت الحقول تتدافع‬                            ‫كنت ابتسم ببطء‬
                        ‫من الشباك إلى قلبي‪.‬‬              ‫وأرقص بخ ّفة على سكة الحديد‬

                                                                ‫حتى م ّر القطار سري ًعا‪.‬‬
                                                                       ‫هكذا بقي الثوب‬
                                                                               ‫يرفرف‬
                                                                                ‫مكم ًل‬
                                                                               ‫رقصته‬
                                                                                ‫وحده‪.‬‬
   66   67   68   69   70   71   72   73   74   75   76