Page 168 - مسيلة للدموع
P. 168
تم الحكم على آسر في القضية الأخرى بالإعدام ،مخالفة لكل القوانين والمنطق والحقيقة.
عرف القاضي الحقيقة ،وحكم بالباطل ،وعرف الضباط الحقيقة ،فعذبوا واغتصبوا.وفي رحلة الوصول إلى
الإعدام أُتعبت نفوس ،وانتُهكت حرمات.
أُيعدم الأبرياء في سبيل أن يعيش الظلم وحاشيته؟
أتسكت الشعوب على ما يحدث ،وتنتظر الأجيال أجيالا أخرى لتحررها؟
اتصل المحامي بأم آسر؛ ليعلمها بالخبر ،لم ُيطل الحديث ،ولم ُيزد الكلمات ،فأي حديث في هول ذلك
الموقف هو عبث!
أخبرها فقط بأنه يجب إحضار بدلة حم ارء لآسر ،ثم أغلق الخط.
قضى آسر عيد الفطر في زن ازنة انف اردية ،وعيد الأضحى شارف على المجيء ،وبدلا من إحضار ملابس
العيد من أجل آسر ،استبدلها الظالمون ببدلة إعدام ،فلعنة الله على الظالمين وأعوانهم ،عسى الله أن يحرر
بالدماء دماء استلّذت طعم العبودية.
168
مسيلة للدموع