Page 166 - مسيلة للدموع
P. 166

‫قالت حورية بغضب‪:‬‬
                                                                         ‫‪ -‬لن أفعل‪ ،‬لم يُقم آسر بقتل أحد‪.‬‬

                                                                           ‫‪ -‬يبدو أنك تُصرين على العناد‪.‬‬

                                                                                  ‫صمتت حورية‪ ،‬ولم تُرد‪.‬‬
                                                                           ‫استكمل الضابط حديثه الوحشي‪:‬‬
                                                                     ‫‪ -‬ألا تعلمين ما الذي يمكننا فعله بك؟‬

       ‫كانت حورية صامتة صمتا مطبقا‪ ،‬كانت عيناها تحدقان بفزع‪ ،‬تخشى حتى أن ترمش في تلك الحجرة‬
                                                                                                  ‫الغادرة‪.‬‬

                                                        ‫تطاير الشر من عين ّي الضابط اللعين‪ ،‬وقال غاضبا‪:‬‬
                                                    ‫‪ -‬للمرة الأخيرة أقولها‪ ،‬ستعترفينضد آسر بالغصب والقوة‪.‬‬

                                                                                ‫ردت حورية بغضب وفزع‪:‬‬
                                                                                   ‫‪ -‬لن أفعل مهما حدث‪.‬‬

                                                                          ‫‪-‬إذن فلنفعل نحن‪ ،‬أيتها الجميلة‪.‬‬

       ‫استدعى الضابط اثنين من العساكر‪،‬وقاما بتكتيفها‪،‬شرع الضابط يمّزق ملابسها‪ ،‬أخذت حورية‬
       ‫تصرخ‪،‬ويتعالى ص ارخها‪ ،‬تستنجد‪ ،‬وتستغيث‪ ،‬تدفع عن نفسها الاعتداء‪ ،‬لكنها لم تستطع منع غريزتهم‬

                                   ‫الحيوانية‪ ،‬ونفوسهم الشيطانية الشهوانية‪ ،‬منزوعة النخوة‪ ،‬والرحمة‪ ،‬والآدمية!‬

       ‫ُسم َع ذاك الص ارخ الصادر من حورية‪ ،‬زلزل أرجاء الزن ازنة التي بها الحاجة سلوى وتالا‪ ،‬في كل مرة‬
       ‫كانت تتساءل تالا أو الحاجة سلوى هل هذا الصوت حقيقي أم تسجيل وهمي لإثارة الرهبة والذعر؟ في‬

                                  ‫كل مرة كان التساؤل يحاول إيجاد مخرج للواقع‪ ،‬فيقول‪« :‬أيحدث هذا حقا؟»‪.‬‬

‫‪166‬‬

                                                                                             ‫مسيلة للدموع‬
   161   162   163   164   165   166   167   168   169   170   171