Page 170 - مسيلة للدموع
P. 170

‫ُفتح باب الزن ازنة‪ ،‬جَر العسكري آسر من بدلته الحم ارء‪ ،‬ذهبوا به إلى ُغرفة الإعدام دون إخبار أهله لكي‬
       ‫يودعوه قبل رحيله‪ ،‬ودون أن يسألوه «ماهي آخر أمنية تتمناها قبل موتك؟«‪ ،‬كما يحدث في الأفلام‬

                                                                                               ‫السينمائية‪.‬‬
       ‫خطرت لهم فكرة إنهاء حياة أحياها الله بأمره‪ ،‬ففعلوا‪ ،‬يصنع الله الحياة برحمته فينهونها بطغيانهم‪ ،‬ويقتلون‬

                                               ‫النفس التي حّرم الله بغير الحق‪ ،‬وليس الله بغافل عما يعملون‪.‬‬
                                                                  ‫أهكذا تُستقبل الأعياد فيما نسميه الوطن؟!‬

                                                     ‫الت ّف الحبل على عن ِق آسر بعدما نطق الشهادة‪ ،‬ورحل!‬
                                              ‫************‬
       ‫كان آسر قد علم بوفاة عم أمين‪ ،‬ووفاة محمد‪ ،‬وقد كان محمد أول المدعّوين لحفل زفافه فعلا كما وعده‬
       ‫آسر‪ ،‬حتى أنه وصل قبل آسر‪ ،‬ربما ليج ّهز له الحفل‪ ،‬كان يسأل الله أن يجمعه بهم في الجنة‪ ،‬ولكنه لم‬
       ‫يعرف بأن هناك مفاجأة من أجله‪ ،‬فحورية أيضا هناك‪ ،‬كانت قد سبقته بدقائق‪ ،‬في اليوم نفسه الذي أُعدم‬

                                                                                                     ‫فيه!‬
                                                              ‫ألم تُقل إنها ستكمل الطريق معه حتى النهاية؟‬
                                                        ‫ألم تفي بوعدها؟ ألم تكن وفّية مخلصة ُمحبة بصدق؟‬

                                                                            ‫أيا آسر‪ ،‬اذهب لها على َع َج ْل‪.‬‬
                                                                   ‫ففي بلاِد ال ُطغيان تُقام الأف ارح في الجنة!‬

‫‪170‬‬

                                                                                             ‫مسيلة للدموع‬
   165   166   167   168   169   170   171