Page 126 - m
P. 126
جاء عنوان الديوان موح ًيا رامًزا،
من خلال اتخاذ الفرح هد ًفا
ومرمى ،وإذا كنا بين احتمالين:
الفرح أو عدمه ،فالشاعرة تجعل
الاحتمالات أربعة ،وهي تمني
نفسها أن تجد واح ًدا من هذه
الاحتمالات بشيًرا بالفرح .وفي
هذا التشبث بنصف الاحتمال،
نشعر بنزعة الرومانسيين
وقلقهم وحزنهم الذي يعمرهم.
وهذا ما تعضده بعض العنوانات
الداخلية للقصائد..
وهي من أهم قصائد الديوان ،ما جعلها جمالها الأمومة ،ويجعلها وقادة مستعرة ،تجعل احتمالات
جديرة بالتقدم على غيرها من القصائد ،وهي تكشف الفرح وارفة ظليلة ،في مقابل الحب الآخر ،حب
لنا أهم ملامح الرومانسيين والتحامهم بالطبيعة،
وذاتيتهم المفرطة ،ما يجعلنا نكتشف أهم ملامح الرجل ،الذي يزعزع كل هذه الاحتمالات ،ويجعل
الديوان وأبعاده: مقدار الحزن زائ ًدا عن احتمالات الفرح.
الصبا ِح ،ت ُجر سنا الضو ِء وتتطنل ُعش ُراله فشيم ا ُلسسقمبا َلِء «ولي
فيو ًضا؛ فيصحو النها ُر، ظلا، المنزع الرومانسي
بووأ ُليزيرجليقىهه،امل ُمبلسكاصل ْيرل!اي!لُلطبيعود ِافل،م وسا ِحءباال ِتعمأين ُِقج املمهُ احلمُلىشرقا ِت بين الصورة واتجاه الخطاب
بجوف السح ْر!!
ولي يضحك النب ُض ،لي يرق ُص ال ُحب ،تلهو تأتي هذه الوقفة الأخيرة في هذا الديوان (نصف
الفراشا ُت ،يزهو الربي ُع ،ويخضر فوق الطري ِق احتمال للفرح) ،للشاعرة المصرية عبير زكي ،لتكمل
البسا ُط ،ويخطو الس َم ْر!!»
ما من شك في أن هذا شع ٌر عذ ٌب رائق ،ينثال في ما بدأناه من سياحة كشفية عن جوهر الديوان،
بساطة دون تعقيد ،فالمعاني قريبة ج ًّدا إلى النفس، و ُلحمة النصوص وعنواناتها بالعنوان الأكبر ،وهو
والألفاظ لذيذة طازجة قطفتها الشاعرة من عنوان الديوان ،ولا تكتمل دراسة نقدية لا تنظر إلى
أشجار رخصة من أشجار اللغة ،والصورة كذلك متممات الشعرية ،من صورة وخطاب ،ففي الصورة
جزء كبير من الأسلوب ،من خلال تركيب الصورة
لغو ًّيا ،وفي اتجاه الخطاب إدراك موقع الشاعر
وتأثيره في عصره وجيله.
أولى قصائد الديوان (لي وحدي) تمثل علامة فارقة،