Page 130 - m
P. 130
العـدد 57 128
سبتمبر ٢٠٢3
الاحتمال لتنسبه للفرح وهذا يشي باحتمالية الفرح
الضعيفة أو التي تكاد تكون معدومة ،وقد أكد
رؤيتنا هذه النص السابع من المجموعة الذي حمل
العنوان نفسه ،إذ تقول فيه الشاعرة:
َليواَت ََلد َفَّمم ْر ُيَسحالامُفليَوحانَلطمُُطَُدن َِانلخمُلا َله َاقف ِِدجأيَْرَعموِةفاي ِم ارلوقا َيطتِي ِهَعاِةلوَّشال ُّنح َيد َْحب ِة َع ْن َك َث ْب
لا َنجا َة ..و َل ْي َس ُح ّب
فهذا العنوان يغري ج ًّدا بقراءة المجموعة للوقوف
على ذلك النصف ومعرفة ماهيته ،تحت ضغط
الفضول المعرفي.
وقد ضمت المجموعة ( )24ن ًّصا ،جاءت معظم
عنواناتها معتمدة على طاقة الكلمة من داخل النص،
إذ نجد العنوان قد ورد في متن النص بشكل أو
بآخر ،ولا سيما العنوانات التي كانت عبارة عن
أسماء أعلام كـ(يارا ،وزينب ،وسميرة ،وسمراء)
وهذه العنوانات كانت أشبه بالعلامات المرورية أو
الدوال الإرشادية التي كشفت للقارئ قبل ولوجه
النص أ َّن الشاعرة ستتحدث في
قصيدتها عن أنثى قريبة منها
كأن تكون البنت أو الأم أو
الأخت أو الصديقة.
وقفة عند الإهداء
يستهل كثير من الشعراء
مجموعاتهم الشعرية بذكر
الإهداء« ،بوصفه ن ًّصا مواز ًّيا
للعمل الأدبي ،يقدم النص،
ويعلنه ،ويؤطر المعنى ،ويوجهه
سل ًفا» (د.شربل داغر ،الشعرية
العربية الحديثة .)22 ،ويتخذ الإهداء
أشكا ًل متعددة ،فمنهم من يقدمه
بجمل نثرية ومنهم من يكتبه أبيا ًتا
شعرية وآخر يختاره عبارات قصيرة
أو يختزله بكلمة واحدة.
واستهلت الشاعرة مجموعتها
الشعرية بإهداء (غيري) ،أي كان
موجها للآخر ولم يكن ذاتيًّا كما يفعل