Page 125 - m
P. 125

‫نون النسوة ‪1 2 3‬‬

‫من أول بيت إلى ما قبل الختام‪ ،‬إلى حقيقة الحياة‬                           ‫العنوانات المؤنثة‬
‫الجميلة‪ ،‬فختامها موت وحزن ودمع‪:‬‬
                 ‫ِعدي بألا تغيبي‬                              ‫أشرنا إلى قصائد ثلا ٍث جاءت عنواناتها تحمل أسماء‬
                                     ‫تفقديني بطل ْة‬               ‫مؤنثة (يارا‪ ،‬زينب‪ ،‬سميرة)‪ ،‬وعند إنعام النظر‬
                                  ‫إذا تباع ْد ِت أهوي‬             ‫في هذه القصائد فهي تكشف لنا جانبًا من الحنو‬
                                  ‫وأزه ُد الأرض ُجمل ْة‬             ‫الأمومي تجاه الأطفال‪ ،‬وهو امتداد لرومانسية‬
                                  ‫العي َش طو ًعا‬     ‫وأهج ُر‬
                                    ‫المو َت َقبل ْه‬  ‫وأسك ُن‬   ‫الديوان ومنحى خطابه الوجداني العاطفي؛ فالطفولة‬
                                  ‫ويهطل الدمع مني‬              ‫ما هي إلا ثمرة الحب وسدرة منتهاه‪ ،‬وهو ما نلمحه‬
                                  ‫كمقلة بعد مقلة!!‬
‫فعلى الفرح الأخاذ في كل القصيدة‪ ،‬إلا أن ثيمة‬                               ‫في قصيدة (يارا) حين تصفها بقولها‪:‬‬
‫العنوان التي تفسر الديوان كله (نصف احتمال‬                                                  ‫صغير ٌة ِمثل قطر ْة‬
‫للفرح)‪ ،‬تأتي على كل الأفراح فتزلزلها‪ ،‬وتنثرها‬
‫هبا ًء‪ ،‬ما يجعل الحز َن ‪-‬وهو الغياب الأكبر في‬                                             ‫في إصب ِع الكف ُعقل ْة‬
         ‫العنوان‪ -‬أشد حضو ًرا بين السطور‪.‬‬                                                      ‫بريئ ٌة لا ُترائي‬
‫ولإن كانت (يارا)‪ ،‬رم ًزا للطفولة والعذوبة‪ ،‬فإن‬                                                 ‫لذيذة ِمث ُل ُقبل ْة‬
‫(زينب) رم ٌز للعلياء والعروبة الخالصة‪ ،‬وكل جليل‬
‫من المعاني‪ .‬ومعجم القصيدة زاخر دفاق‪ ،‬فيه كل‬                      ‫فهي صغيرة كقطرة‪ ،‬لذيذة كقبلة‪ ،‬تشبه الربيع في‬
‫أس ٍر وعذوبة‪ ،‬مبتدأه الخمر‪ ،‬ومنتهاه العلياء‪ ،‬ومن‬                  ‫أفراحه وجماله ورقته‪ .‬وقد استطاعت الشاعر أن‬
                    ‫جميل ما جاء فيها ختامها‪:‬‬                   ‫تعبر في هذه القصيدة عن مكنونات وجدانها تعبي ًرا‬
                  ‫روي َد ِك يا سلا َم النف ِس‪ ،‬إني‬
                  ‫ودادك لم أخ ْنه ولم ي ُخني!‬                       ‫أني ًقا راقيًا‪ ،‬يجعل ال ُحب منسا ًبا مع الطبيعة‬
                  ‫وهل إلاك ‪-‬ما أحيا‪ -‬أُغلي؟‬                    ‫متماهيًا معها‪ ،‬فإن تتبعت ُمعجم القصيدة فهو‬
                  ‫ومعذرتي تشي بال ُحب عني‬                        ‫نابض بالحياة (قطرة‪ ،‬قبلة‪ ،‬فيض‪ ،‬حسن‪،‬‬
                      ‫إذا واري ُتكم فالدر نخبي‬
                                                                 ‫حب‪ ،‬روح‪ ،‬أهلة‪ ،‬بريق‪ ،‬فراش‪ ،‬ضوء‪،‬‬
                                                              ‫ظل‪ ،‬كون‪ ،‬رياض‪ ،‬نور‪ ،‬فل‪ ،‬نسيم‪ ،‬نهار‪،‬‬

                                                                 ‫عصافير‪ ،‬لحن‪ ،‬موت‪ ،‬دمع)‪ ،‬وبإنعام‬
                                                              ‫النظر إلى آخر كلمتين من هذا المُعجم‪ ،‬نجد‬

                                                                ‫الشاعرة قد أحالت كل هذا الفرح الممتد‬

‫و ُير ِب ُكنا الذي بال ُحب نعني!‬
‫وعلى أنغام (يارا)‬
‫و(زينب) جاءت‬
‫القصيدة الثالثة‬
‫(سميرة)‪ ،‬مفعم ًة‬
‫بالفرح والسرور‬
 ‫والسعادة‪ُ ،‬معج ُمها‬
‫(ملاك‪ ،‬سكر‪ ،‬إشراق‪،‬‬
‫سر‪ ،‬ناي‪ ،‬نور‪ ،‬سحاب‪،‬‬
‫سماء‪ ،‬ليل‪ ،‬شمس‪ ،‬صبح‪،‬‬
‫نهار‪ ،‬قنديل‪ ،‬بستان)‪ ،‬ما‬
‫يجعلنا نرى هذه القصائد‬
‫كاملة الفرحة والإشراق‪ ،‬وهي‬
  ‫ما تمثل لنا جانبًا من الحب‬
‫البريء‪ ،‬حب الصديقات‪ ،‬وحب‬
‫الأطفال‪ ،‬وهو ما يغذي عاطفة‬
   120   121   122   123   124   125   126   127   128   129   130