Page 120 - m
P. 120

‫العـدد ‪57‬‬         ‫‪118‬‬

                                                     ‫سبتمبر ‪٢٠٢3‬‬  ‫د‪.‬أسامة تاج السر‬

                                                                               ‫(السودان)‬

    ‫العنونة‪ ،‬العروض‪ ،‬المعنى‪،‬‬
       ‫الصورة‪ ،‬اتجاه الخطاب‪..‬‬

‫قراءة في ديوان «نصف احتمال‬
      ‫للفرح» للشاعرة عبير زكي‬

  ‫الموسيقى دون الوزن؛ لأنها أعم وأشمل‪ ،‬ومرادنا‬            ‫تزاوج هذه الدراسة بين العديد من المناهج‬
  ‫بها‪ :‬الوزن‪ ،‬والجرس‪ ،‬والإيقاع‪ ،‬ما يجعل التركيب‬
‫الشعري مختل ًفا عن غيره من التراكيب‪ ،‬وهي الشيمة‬           ‫النقدية‪ ،‬بين السيميائية‪ ،‬والأسلوبية‪ ،‬وغيرهما‪،‬‬
  ‫التي تبتلع كل ما يعترض طريقها فتجعله في نس ٍج‬        ‫بحسب مسار الدراسة‪ .‬وتقف عند خمسة تقاطعات‬
‫ُمحك ٍم‪ ،‬أو المغنطيس الذي يجذب إليه ما يشاكله من‬
   ‫جنس المعادن‪ ،‬دون أن يجذب غيرها من العناصر‬               ‫هي عماد الشعر وجوهره؛ متخذ ًة من العنونة‬
                                                     ‫افترا ًضا أول لاستكشاف الديوان ونصوصه‪ ،‬متوقفة‬
                                 ‫التي لا تلائمه‪.‬‬      ‫عند علاقة الأوزان بالمعاني‪ ،‬مارة بحدود الصورة‬
  ‫وبعد تأكيدنا هذه السلطة الناجزة‪ ،‬نأتي إلى تأكيد‬     ‫الشعرية واتجاه الخطاب عند الشاعرة عبير زكي‬
   ‫آخر يخص شعر التفعيلة‪ ،‬وهو أن سلطة التفعيلة‬         ‫في هذا الديوان‪ .‬على اختلاف ترتيب هذه الموضوعات‬
  ‫التي بدأت في النصف الثاني‪ ،‬من العقد الرابع‪ ،‬من‬
 ‫القرن العشرين‪ ،‬في أكثر من بل ٍد عربي في آن واح ٍد‪،‬‬                            ‫في سياقها من الدراسة‪.‬‬
                                                     ‫حري بنا أن ُنشير ‪-‬ونحن في مستهل هذه الدراسة‪-‬‬
                                                     ‫إلى سلطة الموسيقى على التأليف الشعري‪ ،‬وتخيرنا‬
   115   116   117   118   119   120   121   122   123   124   125