Page 116 - m
P. 116

‫العـدد ‪57‬‬       ‫‪114‬‬

                                                  ‫سبتمبر ‪٢٠٢3‬‬  ‫د‪.‬أحمد الصغير‬

     ‫قراءة في ديوان‬
‫«نصف احتمال للفرح»‬

   ‫للشاعرة عبير زكي‬

 ‫في تصدير الشاعرة للديوان بقصيدة أمير الشعراء‬          ‫تمتلك الشاعرة المصرية عبير زكي أدوات‬
                                  ‫أحمد شوقي‪:‬‬
                                                         ‫قصيدتها من خلال اللغة الشعرية والصورة‬
                        ‫«مولاي وروحي في يده‬       ‫والإيقاع والرمزية‪ ،‬حيث تجلى ذلك في ديوانه نصف‬
                        ‫قد ضيعها سلمت يده»‬         ‫اكتمال الفرح‪ ،‬حيث جاء الديوان في ثلاث وعشرين‬
   ‫وهو استدعاء يحمل مفارقة الحب‪ ،‬حيث يتحمل‬
      ‫العاشق كل آلام الحب من أجل حبيبه متمنيًا‬     ‫قصيدة جمعت ما بين التفعيلية والعمودية‪ ،‬مؤمنة‬
    ‫له السلامة والمحبة‪ ،‬فتحاول الشاعرة أن تمزج‬      ‫بأن القصيدة العربية ذات لا يمكنها أن تتخلى عن‬
     ‫قصيدتها بقصيدة شوقي‪ ،‬فهي تمتح من نبع‬
  ‫شوقي‪ ،‬وتدور في فلكه‪ ،‬فتصبح قصيدتها مجرد‬             ‫إيقاعاتها الصاخبة‪ ،‬التي تخترق الروح وتدغدغ‬
  ‫تنويعات عابرة على قصيدة شوقي‪ ،‬فتتحدث عن‬             ‫المشاعر‪ ،‬محملة بتفاصيل الحياة التي لا تنتهي‪،‬‬
‫عذابات الذات وجراحاتها في حضرة الحبيب وغيابه‬      ‫جاء عنوان الديوان «نصف احتمال للفرح» مشحو ًنا‬
   ‫أي ًضا‪ .‬ومن الملحوظ أن عبير زكي من الشاعرات‬       ‫بتفاصيل الألم من جهة‪ ،‬والفرح غير المكتمل من‬
    ‫اللواتي يؤمن بطبيعة القصيدة المباشرة التي لا‬      ‫جهة أخرى فهو فرح احتمالي مسكون بالحزن‪،‬‬
                                                     ‫وكأن الذات الشاعرة تحاول أن تصنع الفرح من‬
                                                  ‫الاحتمالات الغائبة التي يمكن ألا تحدث‪ .‬كما نلاحظ‬
   111   112   113   114   115   116   117   118   119   120   121