Page 115 - m
P. 115
نون النسوة 1 1 3
لا َح َيا َة َم َع ال َح َوا ِج ِز وال َم َوا ِن ِع
لا َح َيا َة إذا َخ َبا َو ْه ُج ال َح ِقي َق ِة
أو َج َفا َع ْن ُه ال ُّسفو ْر
لا ..لا َح َيا َة على ال ُقبو ْر..
ولا َح َيا َة َع َل ال ُقبو ْر”.
هنا تصير الحياة بين الطرفين جز ًءا من
الإحساس العام بالموقف الإنساني ،ذلك
الموقف الذي يصم الآخر ،ويعمي الذات،
ولو أردنا أن نقدم إحصا ًء بسي ًطا للأفعال
المستخدمة في القصيدة لوجدناها كالآتي:
-1أفعال ترى المستقبل جز ًءا من الواقع.
فيها يأتي استخدام المضارع بالمعنى الذي
يحدث في الآني من حركة الفعل ،لأن
المضارع يضم جز ًءا من حركة ما لم يأ ِت.
-2يعقب ذلك استخدام فعل الأمر
المضاف إلى “السين” دلالة على
المستقبل:
-سأجيء يو ًما ..ربما
-سأمر عف ًوا بين شرفتك الصغيرة..
-3يعقب ذلك ما يدل على استخدام فعل
الأمر بالدلالة الصريحة:
-دعي المعنى في غرامك
-ودعيه ما مر السلام به
القلق هو السمة الدلالية الأكثر ظهو ًرا في
القصائد التي تعتمد على ذلك المنظور الموضوعي،
والتي لا تجد لها ملا ًذا في التفكير الذاتي ،سمة
التردد بين الأنا في أحلامها ،والآخر في أفعاله،
والحياة في تقلباتها ،ومن هنا يظهر التصور
الموضوعي للأشياء ،والذي لا يمكن أن يسيطر
إلا على الأفكار في مهدها.
الشاعرة تمثل قلق الحياة المعاصرة بكل ما
فيها من آلام وأحلام ،وبما تعاني من توتر،
واضطراب في الرؤية أو ًل ،ثم في الفعل ثانيًا ،ثم
في الطرح الذي يجب أن يكون مستقبل الأحلام.
ولذلك نربط هذا التصور بما سقناه في بداية
الكلام من أن الذات تحيا في النص ،وأن القصيدة
هي التصور الإنساني والفكري للحلم ،ثم للواقع،
ثم لكل الأفكار والتصورات الموضوعية التي يمر
بها الإنسان ويصبح تجربة من تجاربها