Page 118 - m
P. 118

‫العـدد ‪57‬‬   ‫‪116‬‬

                                                                                                            ‫سبتمبر ‪٢٠٢3‬‬

                                                                                                                  ‫تمنح الشاعرة نفسها سلطة‬
                                                                                                                 ‫الامتلاك متحدثة عن تأملاتها‬
                                                                                                                ‫الذاتية من خلال الملكية "لي"‪،‬‬
                                                                                                              ‫حيث الشتاء الحزين يكون رفي ًقا‬
                                                                                                            ‫لها لحظة صعود الروح للسماوات‪،‬‬
                                                                                                            ‫فتقف متحدة بروح الحياة‪ ،‬وكأنها‬
                                                                                                               ‫تخاطب الحبيب الأكبر من جهة‬
                                                                                                             ‫والحبيب الإنسان من جهة أخرى‪،‬‬
                                                                                                            ‫وفي ظني زكي تنتقل من الخطاب‬
                                                                                                             ‫الرومانسي إلى الخطاب الصوفي‪،‬‬
                                                                                                             ‫فهي تسير بروح العاشق‪ ،‬لتصبح‬
                                                                                                            ‫في النهاية هي‪ ‬المعشوق‪ ‬الأكبر‪.‬‬

‫تحدث للإنسان فينتقل من محبة إلى كراهية ومن‬                                                                     ‫عن تأملاتها الذاتية من خلال الملكية «لي»‪ ،‬حيث‬
                                                                                                            ‫الشتاء الحزين يكون رفي ًقا لها لحظة صعود الروح‬
‫كراهية إلى محبة ومن عزلة إلى عزلة أخرى‪ ..‬وتقول‬
                                                                                                                  ‫للسماوات‪ ،‬فتقف الذات متحدة بروح الحياة‪،‬‬
                                   ‫في مقطع آخر‪:‬‬                                                                ‫وكأنها تخاطب الحبيب الأكبر من جهة والحبيب‬
‫إأ« ْذو َسللاَفا ٌر َمَو َقزداي َدَصعي ِمَْير َِتن ُّمال ِأَلَ ْل ِم ْن َقب ِل َم ْو ِع ِد ِه الأَخي ْر‬
                                   ‫ََمق َف َّرصي ِم ْر َن‬  ‫َس َف ٌر‬                                              ‫الإنسان من جهة أخرى‪ ،‬وفي ظني زكي تنتقل‬
         ‫ال َّسف ْر‬                                        ‫إ ْذ لا‬                                               ‫بقصيدتها من الخطاب الرومانسي العادي إلى‬
         ‫فِوهاي َلي ِذحَلَّميْي ِةلَ َُاةلساأَلَتَجَقع ِِدلجُرا ُزلأَاَّْلطنمَورُتييغْلْرا ِد َر َه َكذا‪..‬‬  ‫الخطاب الصوفي العميق‪ ،‬فهي تسير بروح العاشق‪،‬‬
                                   ‫َس َف ٌر قصي ْر‬                                                                ‫لتصبح في النهاية هي المعشوق الأكبر‪ .‬فتعلن‬
‫َضجي ْج‬  ‫َب ْع ُد على َضجي ٍج في‬   ‫والعا َ ُل المَجنو ُن‬                                                      ‫الذات عن عدم خوفها من الغياب والرياح والسفر‬
         ‫المُصا ِح ِب لل َرحي ْل‪.‬‬  ‫َيستكم ُل ال َّصم َت‬                                                       ‫والموت‪ ،‬في قولها‪« :‬أنا لا أ َخا ُف ال ُغيو َم‪ ،‬و َل ْس ُت‬
‫تخلق الشاعرة عبير زكي علاقة وشيجة بين السفر‬                                                                 ‫أَها ُب ُهبو َب ال َّسف ْر‪ ،‬إذا ما َت َجلَّ ْت ِريا ُح ال ُغ ُرو ِب»‪،‬‬
                                                                                                             ‫تعلن الذات عن قوتها وصمودها أمام آلام الحياة‪،‬‬
‫والألم‪ ،‬والغياب‪ ،‬وأعتقد أن الشاعرة تريد التعبير‬                                                               ‫مما يشي بانتصار الذات على نفسها‪ ،‬فهي ليست‬
                                                                                                               ‫ضعيفة باكية تستجدي عطف الآخرين ونحيبهم‬
                                                                                                              ‫من أجلها‪ ،‬بل تعلن في شكل مباشر أنها لا تخاف‬
                                                                                                                 ‫الغيوم في إشارة إلى التحولات الجغرافية التي‬
   113   114   115   116   117   118   119   120   121   122   123