Page 113 - m
P. 113

‫نون النسوة ‪1 1 1‬‬

                          ‫***‬                                                                             ‫وتقطع المعنى‪ ،‬وتحول القصيدة إلى جزر منعزلة‬
                            ‫َأ ُّي ِت ْل َك ال َفراش ُة َبي َن ال َعب ْق‬                                 ‫أحيا ًنا‪ ،‬وأحيا ًنا تكون ضرورة للانتقال إلى معنى‬

                          ‫في المُرو ِج الَّتِي َز ْه ُرها ُم ْؤ َتلِ ْق‬                                                     ‫آخر في الإطار الذهني نفسه‪.‬‬
                            ‫وال َج َنا ُح المُ َل َو ُن ُحلُو النَّس ْق‬
                                                                                                            ‫بين الصورة الشعرية والمنظور‬
                       ‫وال َّر ِفي ُف ال َّر ِهي ُف ا ْه َت َدى وا َّت َس ْق‬                                            ‫السردي‬
                          ‫***‬
                                                                                                             ‫بين الصورة الشعرية القصيرة المدى‪ ،‬والتي‬
                        ‫وهاالِب َّر ًط ِفايتُقا َارلًة َو ِثيص ُاقعالًدا ُخلِ َْط ُلىُف َْيق ْس َتبِ ْق‬     ‫تحمل معنًى أو مفارقة‪ ،‬أو تحاول صنع تبادل‬
                       ‫لل َي ِمي ِن‪ /‬الي َسا ِر‪ /‬ال َم َدى وال ُّط ُر ْق‬
                       ‫َك ْم َر َق ْص َنا َم ًعا وال َه َوى وال َّش َب ْق‬                                         ‫للصفات بين كلمة أو كلمتين‪ ،‬أو فعل في‬
                                                                                                         ‫القصيدة‪ ،‬أو أكثر من فعل‪ ،‬وبين المنظور السردي‬
                       ‫***‬
                                                                                                              ‫الذي يشتغل على الكل السردي في النص‪ ،‬أو‬
             ‫َه ْل َم َضى َشا ِر ًدا وا ْح َت َوا ُه ال َغ َس ْق‬                                                ‫الكل النصي ‪-‬بما في ذلك الصورة‪ -‬الذي‬
             ‫ِف ال ُغ ُرو ِب ال َح ِزي ِن ا ْخ َت َفى وا ْف َت َر ْق‬
                                                                                                         ‫يشتغل بنفسها أحيا ًنا‪ ،‬بون شاسع بين الحالتين‬
              ‫ِف ِرحا ِب ال َف َضا ِء ال َو ِسي ِع ا ْن َط َل ْق‬                                                                              ‫البلاغيتين‪:‬‬
               ‫َق ْل ُبها َكال َو َر ْق ِف ال َن ِسي ِج ال َأ َر ْق»‬
  ‫الشاعرة تلوذ كثي ًرا بالأفكار الموضوعية‪ ،‬كما‬                                                                          ‫الحالة الأولى‪ :‬حالة اكتفاء فني‬
‫يفعل غالبية الناس الذين ينهزمون أمام المشاعر‬                                                               ‫الحالة الثانية‪ :‬حالة ارتباط بنيوي بالمعنى‬

‫الخاصة‪ ،‬والتي تتك َّسر غالبًا أمام قوة الواقع‪،‬‬                                                                   ‫فالاكتفاء الفني هو الذي يحد من انطلاق‬
 ‫وضراوة الإحساس به‪ ،‬ولذلك نرى الالتجاء‬                                                                    ‫الذاكرة عند الشاعر المعاصر‪ ،‬وحتى في القصيدة‬

‫إلى هبات الانسحاق أمام هذه القوة القاهرة‪،‬‬                                                                       ‫العمودية‪ ،‬نرى الشاعر يتحول إلى الذاكرة‬
                                                                                                             ‫المتقطعة‪ ،‬التي تحاول ربط العمل بكل الطرق‪،‬‬
‫من خلال المشاعر التي تقود إلى ما هو عام‪،‬‬                                                                      ‫ولكن في النهاية واقع اللغة هو الذي يتغلب‪.‬‬

‫وموضوعي‪ ،‬وأحيا ًنا كثيرة فكري‪ ،‬إلى درجة أن‬                                                                      ‫وفي الحالة البنيوية نجد النص كله صورة‬
‫الذات تصبح ظ ًّل لهذه الأشياء‪ ،‬لا وجود للذات‪،‬‬                                                              ‫جمالية واحدة‪ ،‬مهما تنقلت بين مفرداتها‪ ،‬فأنت‬

‫ولا وجود للشخصية التي توجه الواقع‪ ،‬وتقود‬                                                                    ‫في داخلها‪ ،‬وبذلك تنتصر فكرة وحدة الوجود‬
                                                                                                             ‫من الناحية الفنية‪ ،‬على الجزء الوجودي‪ ،‬الذي‬
 ‫الحياة‪ ،‬ولذلك تلجأ هذه الذات إلى أن تصبح‬                                                                  ‫أرى أنه يعزل الشاعر عن حالة التطور البلاغي‬
‫ظ ًّل للآخر‪ ،‬أو جز ًءا منه‪ ،‬أو صورة من صور‬
‫الاتحاد بهذا الآخر الذي يمكن أن نراه في كل‬                                                                        ‫والبنيوي الذي يطل على ثقافة القصيدة‪.‬‬
                                                                                                                ‫من هنا يمكن محاولة فهم طبيعة الصورة‬
‫شيء‪ ،‬وفي أي جهة‪ ،‬ففي قصيدة «فلك الضرير»‬                                                                      ‫الشعرية في ديوان «نصف احتمال للفرح» ثم‬
                                                                                                         ‫نحاول ربط هذه الصورة بالفكرة الكلية للمنظور‬
‫يتجلى هذا المعنى‪ ،‬الذي نعده جز ًءا من الإحساس‬                                                            ‫السردي الذي أحاول ترسيخه في الواقع الشعري‬
‫العام بالموقف‪ ،‬أو هو يساوي المنظور الموضوعي‬
                                                                                                                                     ‫للقصيدة المعاصرة‪.‬‬
                                     ‫للحياة من خلال الآخر‪.‬‬                                                       ‫في قصيدة قصيرة اسمها «الورق» تقول‬

                                     ‫تقول الشاعرة‪:‬‬                                                                                             ‫الشاعرة‪:‬‬
                                     ‫“ َينتا ُب ِك ال َق َل ُق الكبي ُر‬                                                     ‫“ َق ْل ُبها َكال َو َر ْق َفر ِف المُ ْف َت َر ْق‬
                                     ‫ُترا ُه َي ْلهو‬                                                                     ‫سا ِب ًحا في ال َن َدى َغا ِرقا ِف ال َّش َف ْق‬
         ‫وال َهوا ِج ُس وال ُّظنو ُن ِب ِك اط َم َأ ُّنوا‪ُ ..‬ر َّب َما‬                                                      ‫وال ُو ُجو ُد ال ُأ ِني ُق ال َّر ِقي ُق اِ ْئ َت َل ْق‬
                                     ‫َألراا ُهُيف ِبكَو ُر ْج َ ِكه ْم َغ َيعرسيي ٌر َ‪.‬ه‪.‬ا ِئ ًما‬  ‫هو‬                      ‫َكال ِّش َها ِب الَّ ِذي ُم ْش ِر ًقا ي ْح َت ِر ْق‬
‫َضري ْر‬  ‫َف َل ٍك‬  ‫في‬  ‫َكال ُّنو ِر‬                                                                ‫أ ْن‬
                                     ‫َقا َل‪ :‬ا ْه َدئي‬
   108   109   110   111   112   113   114   115   116   117   118