Page 124 - m
P. 124

‫العـدد ‪57‬‬   ‫‪122‬‬

                                                  ‫سبتمبر ‪٢٠٢3‬‬

                ‫نو ًرا في الصب ِح سيغتر ُب‬          ‫في قصائد (اختلف الزمن‪ ،‬جمر الحب‪ ،‬فراشة)‪،‬‬
                   ‫يا شو ًقا طوق أحلامي‬           ‫وجاءت قصيدة واحدة على منصوف المتدارك (فاعلن‬
                   ‫لا ضير هنا َك ولا عت ُب‬        ‫فاعلن)‪ ،‬وهي من أعذب الأوزان في هذا الديوان‪ ،‬ومن‬

‫ومما جاء في القصيدة وهو يحمل لوعة الحب‬             ‫أجمل العنوانات التي ظهرت (كالورق)‪ .‬وإذا كانت‬
                                                  ‫جميع هذه القصائد من البحور الصافية‪ ،‬فقد ظهرت‬
‫ويتماهى مع عنوان الديوان واحتمالات الفرح‬
                                                       ‫قصيدة واحدة تحمل وز ًنا مركبًا‪ ،‬وهي قصيدة‬
                               ‫المنصوف‪:‬‬                 ‫(يارا) التي جاءت على بحر المجتث (مستفعلن‬
                   ‫وغ ًدا سأرا َك وبع َد غ ٍد‬
                     ‫ما ظل الموع ُد يقتر ُب‬                                             ‫فاعلاتن)‪.‬‬
                  ‫سأطي ُر إلي َك فخذ بيدي‬          ‫ما سبق من ملمح عروضي‪ ،‬يجعلنا نشير إلى تنوع‬
                  ‫إن جئ ُت على عج ٍل أث ُب‬
 ‫فهنا يرقص معنًى للفرح‪ ،‬تجليه الأحلام من‬              ‫عروض هذا الديوان تنو ًعا مه ًّما ُيبع ُده عن رتابة‬
  ‫ناحية‪ ،‬وموسيقى المتدارك من ناحية ثانية‪،‬‬          ‫الوزن الواحد‪ ،‬أو الأوزان القليلة‪ ،‬إذ جاءت القصائد‬
                                                  ‫على سبعة بحور ‪-‬وما يتفرع منها من أوزان‪ -‬وهي‪:‬‬
  ‫ما يجعل الوزن والعنى متساوقين‪ ،‬يؤديان‬           ‫(الكامل‪ ،‬الوافر‪ ،‬المتدارك‪ ،‬الرمل‪ ،‬الرجز‪ ،‬المتقارب‪،‬‬

  ‫معنًى يبرهن على أن أثر قصيدة شوقي لم‬                                                  ‫المجتث)‪.‬‬
        ‫يكن إعجا ًبا عاب ًرا‪ ،‬بل قا ًّرا في صميم‬  ‫والذي جعل من الوقفة العروضية وقفة ُمهمة هو ما‬
            ‫القلب‪ ،‬في الأوزان والمعاني م ًعا‪.‬‬     ‫أثبتته الشاعرة لنفسها في سيرتها الذاتية‪ ،‬من كونها‬

                                                    ‫(مسؤولة ومديرة ورش الشعر والعروض بمكتبة‬
                                                    ‫مصر العامة ‪2012 -2011‬م)‪ ،‬ما انعكس ثرا ًء على‬

                                                                   ‫هذا الديوان‪ ،‬في كثير من جوانبه‪.‬‬

                                                     ‫المعنى والصورة واتجاه الخطاب‬

                                                       ‫حين يخط شاعر مقدمة ديوانه‪ ،‬فهو إنما يضع‬
                                                   ‫ص ًوى للمسافرين في قفاره ووهاده‪ ،‬فتكون المقدمة‬
                                                  ‫دلي ًل وه ًدى!! وذكرنا أن الشاعرة قد اختارت خمسة‬

                                                        ‫أبيات من شعر أمير الشعراء أحمد شوقي‪ ،‬في‬
                                                            ‫مجاراة قصيدة الحصري القيرواني‪ ،‬وقد‬
                                                              ‫ظهر وزن هذه القصيدة المقدمة مرتين‬
                                                                       ‫في قصائد الديوان‪ ،‬الأولى في‬
                                                                       ‫(جمر ال ُحب)‪ ،‬وحسنًا فعلت‬
                                                                           ‫الشاعر باختيارها قافية‬
                                                                           ‫بعيد ًة عن قافية شوقي‪،‬‬
                                                                               ‫فقالت تص ُف الحب‪:‬‬
                                                                               ‫ُكر ٌة من نا ٍر تلته ُب‬
                                                                                     ‫تبدو للعي ِن‬
                                                                                       ‫وتحتج ُب‬
                                                                                 ‫كالشمس ُتبعث ُر‬
                                                                                           ‫رقتها‬
   119   120   121   122   123   124   125   126   127   128   129