Page 135 - m
P. 135
نون النسوة 1 3 3 للحفاظ على الإيقاع ،وتوازنه ،ومردوده النغمي
(محاصرون) (نصف احتمال للفرح:)15 -13 ، المنسجم:
ُمحاصرو َن بالوج ْع اأوو ْأوخنَِتَآا َلضل َْلةعَاف ُ َتَأزاَْ .ل.مملَِّز ٍنُكم ُتُن ْرسَاكجثَعُعي َةنًرايو ْق ِم ْتن َح ْي ُث َأ َتي ُت..
وبالثبا ِت المُختر ُع و ِص ْر ُت على ُك ْر ٍه ِم ْسكينًا
ا ْخ َت َل َف ال َّزم ُن كثي ًرا
وبالحيا ِد ..بال ُأفو ِل ..تح َت َس ْو ِط َم ْن َق َم ْع
ُمحاصرون بال َّضيا ِع ..بالودا ِع في المُ َق ْل حتى تكرر الشاعرة هذه الجملة عش ُر مرا ٍت في هذا
ُمحاصرو َن َكال ُّدمو ِع في ِسيا ِج المُعتق ْل النص من مطلعها وصو ًل للختام:
واللي ُل ُمر َس ُل ال َأ َج ْل َق ْد أُو َل ُد َب ْع َد ال َّط ْل ِق..
ُمحاصرو َن بال َملل وأُ ْب َع ُث في النَّا ِس أساطي َر
اَفوولأَأَُّرُّرْنَ ُْجثوت ُِّررُحنُِمب َْيرنيَاَِفخبيِْمعحِهَِدرينًَاااعلل َِّّرزوص َِِّّاققع..بف..يي َررا
فعندما كررت الشاعرة لفظة (محاصرون) لخمس َكَكثِثيي َر ًراا فا ْخ َت َل َف ال َأ ْم ُر
عشرة مرة في هذا النص أرادت توكيد الحالة ا ْخ َت َل َف ال َّز َم ُن
ويبدو أن الصراع الحاصل بين الأجيال في الأفكار
الشعورية بالضياع والألم والشتات التي كانت تعبر
عنها ،فض ًل عن رغبتها في التأثير في المتلقي عن والمبادئ والقيم وما نلحظه من قطيعة كبيرة بين
طريق هذا التكرار.
تكرار الضمير: أزماننا الماضية وزمننا الحاضر الذي جعلنا نردد
يولد تكرار الضمير (أن ِت) في النص الشعري المعنون كثي ًرا (اختلف الزمن) هو الذي ألح على الشاعرة في
( َت ُقو ُل النَّا ُس) (نصف احتمال للفرح)37 -35 ، تكرار هذه الجملة.
إيقا ًعا نغميًّا ،موق ًظا للدلالة ،وباعثًا لحراكها الجمالي، تكرار الكلمة:
بوصفه مركز ثقل الصور الشعرية ،ومحرك
لحركتها وجذرها الذي ترتكز عليه ،فالشاعرة تكمن شاعرية التكرار وقيمته الإيقاعية والدلالية في
وجدت في هذا التكرار صورة من صور التلاحم أن الشاعر يحاول الاتكاء على تقنية التكرار ليكشف
والتضافر الفني في هذا النص ،لتدلل على إحساسها
الغزلي الشفيف ،وصوره الرومانسية المتلاحمة التي لنا عن الأمور والأشياء والنوازع التي يعنى بها أكثر
تتقطر حساسية ورؤيا ،وهذا التكرار من شأنه أن
من غيرها ،فهي تشكل مرآة صادقة تعكس ما يخالج
يرفع وتيرة الإيقاع ،والموسقة الصوتية إثر تتابع
التكرار تتاب ًعا فنيًّا موحيًا؛ وقد عمدت الشاعرة إلى الشاعر ويعتري وجدانه( .صميم إلياس كريم،
هذا الأسلوب لتعضد أواصر النص ،وتحقق تناغمها، التكرار اللفظي وأنواعه ودلالاته قدي ًما وحديثًا،
.)138
وتلاحمها الفني.
ومن المقاطع الشعرية الدالة التي شكل تكرار وتكرار (الكلمة) له أهمية بالغة ،بما أن التكرار في
الضمير فيها نب ًضا جماليًّا متأل ًقا في دلالته وإثارته
الشعر يهدف لاستكشاف المشاعر الدفينة وتبيين
الفنية المقطع الذي تقول فيه:
َووأَسي َأْأْجِتْ َجيع َنعُل ُلي ُكالكَّلَم ََّلدواىوا ِحَيَِحدْهَدٍةذ ٍة ُتيَُتف َفِّكو ُِّكرَي ُرَْأز َّنُِفعهيُماكأأَّ .ننُ .ه ِت«ا َلمبِ ْنن ُأتنا ِلتت؟»ي»..أن ِت» الدلالات النفسية والوجدانية لدى الشاعر ،ويظهر
ويبدو أن تكرار الضمير هنا تكرا ًرا مدرو ًسا ،إذ ذلك عن طريق تكرار الكلمة في صور مختلفة ،تتمثل
أكدت الشاعرة الضمير المتصل الكاف في (فيك)
بالضمير المنفصل (أنت) ،وأكدت الضمير المتصل في تكرار اللفظ نفسه في بداية النص أو في وسطه
الهاء في (أ َّنها) بالضمير المنفصل أن ِت ،وهو توكيد
الضمير بالضمير حسب القاعدة النحوية لتعطي أو نهايته ،ويكون التكرار بشكل متتابع حيث يؤدي
للمعنى دلالة أعمق إلى دلالات معينة ليعبر عن هموم الشاعرة ولإثارة
إحساس المتلقي .ويتجلى ذلك بقول الشاعرة في نص