Page 6 - m
P. 6

‫العـدد ‪57‬‬                                 ‫‪4‬‬

                                                ‫سبتمبر ‪٢٠٢3‬‬

‫في الفصل السابق تحدثت عن أن‬                     ‫افتتاحية‬
 ‫(التوراة) ذكرت في نهاية السفر‬

‫الخامس‪ ،‬سفر التثنية‪ ،‬ما نصه‪“ :‬فمات‬

‫هناك موسى عبد الرب في أرض مواب‬

‫حسب قول الرب‪ /‬ودفنه في الجواء‬

‫في أرض مواب مقابل بيت فغور ولم‬

   ‫يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم‪/‬‬               ‫سمير درويش‬
‫وكان موسى ابن مئة وعشرين سنة‬
                                                ‫رئيس التحرير‬

‫حين مات ولم تكل عينه ولا ذهبت‬

‫نضارته‪ /‬فبكى بنو إسرائيل موسى في‬

  ‫عربات مواب ثلاثين يو ًما فكملت أيام‬           ‫بين القرآن‬
   ‫بكاء مناحة موسى‪ /‬ويشوع بن نون‬                ‫والمصحف‪..‬‬
‫كان قد امتلأ روح حكمة إذ وضع موسى‬

       ‫عليه يديه فسمع له بنو إسرائيل‬

‫وعملوا كما أوصى الرب موسى‪ /‬ولم‬

‫أحاديث اللحون واختلافات يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى‬
        ‫القراءات وانزياح المعاني! الذي عرفه الرب وجها لوجه”‪.‬‬

       ‫واصطفتها الكنيسة من بين عشرات‬            ‫وحيث إنه ليس معقو ًل أن الرب (ياهوه‬
 ‫الأناجيل‪ ،‬وهي تختلف أكثر مما تتفق‪ ،‬لأن‬
                                                  ‫أو ألوهيم) كان يوحي لموسى بعد موته‪،‬‬
    ‫كل منها يتناول السيد المسيح من جانب‬           ‫فإن ثمة تدخل بشري حدث في التوراة‪،‬‬
                                 ‫مختلف‪.‬‬
                                                       ‫وبينت أن المتدينين اليهود أنفسهم‬
       ‫وفي هذا الفصل سأتوقف عند بعض‬                 ‫يعترفون أن هذا الجزء أضافه «يشوع‬
  ‫الإشكاليات التي تثار حول القرآن الكريم‬           ‫بن نون»‪ ،‬وكان من المفترض أو يوضع‬
                                                   ‫في بداية ما كتب‪ ،‬كما حدث بعد ذلك أن‬
       ‫بشكله الحالي الذي نعرفه‪ ،‬إشكاليات‬         ‫كتب آخر في نهاية ما كتبه يشوع بدل أن‬
 ‫موجودة في الكتب الإسلامية العمد نفسها‪،‬‬         ‫يكتب في بداية كتابته هو‪ ..‬وهكذا‪ ،‬وأن هذا‬
                                                  ‫دليل على التدخل البشري في كتاب كتبه‬
     ‫التفاسير وكتب الأحاديث‪ ،‬وتف ِّرق بين‬       ‫(ياهوه‪ -‬ألوهيم) بنفسه‪ ،‬وكانت تستوجب‬
  ‫«القرآن» و»المصحف»‪ ،‬باعتبار القرآن هو‬
‫هذا الكتاب الذي نعرفه ويساوون بينه وبين‬                      ‫القداسة ألا يتدخل فيه أحد‪.‬‬
  ‫التنزيل‪ ،‬تي ُّقنًا من أن كل ما نزل على النبي‬     ‫وبيَّن ُت أن الإنجيل ليس كتاب الرب (أو‬
  ‫محمد موجود في القرآن بالضرورة‪ .‬بينما‬
‫المصحف هو الملف الذي يضم الصحف التي‬                  ‫الآب أو زيوس) في العقيدة المسيحية‪،‬‬
 ‫كتبت عليها الآيات‪ ،‬وحيث إنه من المفترض‬             ‫وإنما هناك أربعة أناجيل كتبها الرسل‬
‫ألا يكون ثمة فرق بين الاثنين لأن الصحف‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11