Page 10 - m
P. 10

‫العـدد ‪57‬‬                             ‫‪8‬‬

‫سورة الكهف بتعديل وتنقيط باللون الأزرق‬                    ‫سبتمبر ‪٢٠٢3‬‬

                                           ‫ينسي النبي ما دام عباد يتذكر؟ ثم‪ ..‬لماذا‬
                                         ‫يرسل الل ُه عبا ًدا ليصلي بالآيتين ليتذكرهما‬
                                           ‫النبي وقد أنساه الله إياهما؟ لا أجد إجابة‬
                                        ‫منطقية سوى أن المفسرين يقولون أي حج ٍج‬
                                          ‫ليبرروا موضوع النسيان هذا‪ ،‬استنا ًدا إلى‬
                                         ‫آية النسيان‪ ،‬لأن ثبوت النسيان سيفتح با ًبا‬

                                            ‫يصعب إغلاقه‪ .‬وأتصور أن باب الناسخ‬
                                        ‫والمنسوخ أي ًضا ليس سوى محاولة تبرير ما‬
                                         ‫يصعب الدفاع عنه‪ ،‬وسآتي على ذلك لاح ًقا‪.‬‬

                                            ‫أظن أن ما أردت لفت النظر إليه واضح‪،‬‬
                                        ‫وهو أن النسيان يعني أن الأصل المنسي غير‬

                                           ‫مكتوب وإلا تم الرجوع إليه‪ ،‬فحين أكتب‬
                                        ‫كتا ًبا وأن َسى تفصيل ًة ما‪ ،‬سأتذكرها بالتأكيد‬

                                               ‫وأنا أراجع ما كتبت‪ .‬وحيث إن النبي‬
                                          ‫(يعرض) على جبريل مادة عينية‪ ،‬فإن هذا‬
                                         ‫يناقض ذاك‪ .‬وأي ًضا‪ :‬إذا أُنسي النبي‪ ،‬فماذا‬
                                         ‫عن ال َك َت َبة وال ُح َّفاظ الذين يحتفطون بالنص‬
                                         ‫مكتو ًبا لديهم ‪-‬وقد ُج ِم َع ْت منهم وقت جمع‬

                                             ‫القرآن‪ -‬أو يحفظونه في صدورهم؟ هل‬
                                               ‫ينسيهم الله جمي ًعا في الوقت نفسه؟!‬

                                                  ‫لحون القرآن‬

                                         ‫في سنن النسائي‪ ،‬كتاب تحريم توبة المرتد‪،‬‬
                                             ‫حديث صحيح الإسناد (‪ )4069‬نصه‪:‬‬

                                          ‫عن ابن عباس قال‪ :‬في سورة النحل‪“ :‬من‬
                                           ‫كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره” إلى‬

                                             ‫قوله “لهم عذاب عظيم” (النحل‪)١٠٦ :‬‬
                                             ‫فنسخ‪ ،‬واستثنى من ذلك فقال‪“ :‬ثم إن‬
                                             ‫ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم‬
                                          ‫جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور‬
                                        ‫رحيم” (النحل‪ ”١١٠ :‬وهو عبد الله بن سعد‬
                                             ‫بن أبي سرح الذي كان على مصر؛ كان‬
                                           ‫يكتب لرسول الله (ص)‪ ،‬فأزله الشيطان‪،‬‬
                                          ‫فلحق بالكفار‪ ،‬فأمر به أن يقتل يوم الفتح‪،‬‬
                                        ‫فاستجار له عثمان بن عفان‪ ،‬فأجاره رسول‬

                                                                       ‫الله (ص)‪.‬‬
                                          ‫وحكاية عبد الله ابن أبي السرح مشهوره‪،‬‬
                                           ‫يرويها الواقدي فيقول‪« :‬قالوا‪ :‬وكان عبد‬
   5   6   7   8   9   10   11   12   13   14   15