Page 12 - m
P. 12
العقل يقول ،إن ُكَّنا بإزاء
كتاب كتبه الله وأنزله دستوًرا
للعالمين ،أن ُتحف َظ نسخة منه
عند النبي ،فالنبي كان أم ًّيا يملي
على الكتبة الذين من المفترض
أنهم يكتبون له لا لأنفسهم،
فيتركون ما كتبوه عنده ،وإن
احتفظوا بنسخ منه عندهم،
وهذا الذي يتركونه هو ما
(يعرضه) النبي على جبريل .فهل
ابو الاسود الدؤلي كان يحدث هذا؟ باقي الأحاديث
لما أتى عثمان رضي الله عنه النبوية تقول غير ذلك.
بالمصحف رأى فيه شي ًئا من
لحن ،فقال :لو كان المملي من ،)10والمفروض أنها “فأصد ْق” بتسكين
القاف على الجزم ،والرابعة “قا ُلوا إن هذان
هذيل ،والكاتب من ثقيف ،لم يوجد فيه لساحران ُيريدان أن ُيخرجا ُكم من أرض ُكم
هذا” .و(هذيل) التي يقصدها عثمان هي
قبيلة من قبائل خندف من العرب المضرية، بسحرهما ويذهبا بطريقت ُك ُم المُثلى” (طه:
سكنت في الحجاز غرب الجزيرة العربية، ،)63والمفروض أنها “إن هذين” منصوبة
وهم بنو هذيل بن مدركة بن إلياس بن
مضر بن نزار بن معد بن عدنان ،وأقرب بإن وعلامة النصب الياء .وبالرغم من
القبائل نسبًا لها هي قبيلة كنانة التي من ورود تلك النماذج الأربعة فقط في الحديث
فروعها قبيلة قريش ،وقبيلة بني أسد السابق ،فثمة دراسات حديثة تعدد ما
ويليهم في القرابة قبيلة بني تميم وقبيلة تتصوره أخطاء أخرى تضاعف هذا العدد
مزينة .أما (ثقيف) فهي قبيلة تقيم منذ ما
قبل الإسلام إلى اليوم في الطائف وما حولها عدة مرات.
غرب الجزيرة العربية ،وهي إحدى قبائل وفي باب اختلاف ألحان العرب في المصاحف
قيس عيلان المعروفة بالقبائل القيسية.
وهذه الرواية بشكلها الأخير وردت في أكثر والألحان واللغات (ص )227من المصدر
من مصدر ،وقال السيوطي إن إسنادها نفسه :حديث موقوف ،رقم ،88نصه« :عن
صحيح. عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر القرشي،
وفي (ص“ )236 -235عن هشام بن قال :لما ُفرغ من المصحف أُتي به عثمان
عروة ،عن أبيه ،قال :سألت عائشة عن فنظر فيه ،فقال :قد أحسنتم ،وأجملتم،
لحن القرآن :إن هذان لساحران ،وعن قوله: أرى فيه شي ًئا من لحن ستقيمه العرب
والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة ،وعن بألسنتها» .وفي (ص )230يقول« :عن
الزبير بن خريت ،عن عكرمة الطائي ،قال: