Page 15 - m
P. 15

‫‪13‬‬  ‫افتتاحية‬

    ‫اََنفلَبِيَّنُلٍّي َآسإَِي َّاُخل ِتاإِهِ َلذ َّاَ ُولا َت َل َمَّماُلنَّ َىعلِي ٌم‬  ‫َأ ِْمل َقنى َقاْبللِ َ َّكش ْي ِمَطان ُن َّر ُِسفوأُ ٍْلمنِ َيَّوتَِ ِهل‬      ‫والتي توفي النبي بعدها بثمانية وثمانين‬
                                                                                         ‫ُث َّم ُي ْح ِك ُم‬  ‫ُي ْل ِقي ال َّش ْي َطا ُن‬                                ‫يو ًما؟ ألا يفهم من آية “اليوم أكمل ُت” أن‬
                                                                                           ‫‪.)52‬‬              ‫َح ِكي ٌم” (الحج‪:‬‬                                      ‫الوحي قد اكتمل وأنه لن يتنزل قرآن بعدها؟‬

    ‫هذه الرواية كانت مصدر فرح في حينها‪ ،‬لأن‬                                                                                                                               ‫فكيف ومتى نزلت الآيتان ولم يثبتا في‬
                                                                                                                                                                                    ‫مكانيهما حتى وفاة النبي؟‬
    ‫الطرفين ‪-‬الذين مع الرسول والذين ضده‪-‬‬
                                                                                                                                                                           ‫تلك الغرانيق ال ُعلى‬
    ‫ظنَّا أن هذه نهاية الصراع بينهما‪ ،‬فالمكذبون‬
    ‫لنبوة محمد كانوا يريدون اعترا ًفا منه‬                                                                                                                             ‫قصة الغرانيق مشهورة لا أريد أن أتوسع‬
                                                                                                                                                                    ‫فيها‪ ،‬وقد وردت في أكثر من مصدر من كتب‬
    ‫بمكانة آلهتهم التي هي مصدر دخل عظيم‬                                                                                                                             ‫التراث‪ :‬كتب التفسير والأحاديث‪ ،‬وملخصها‬

    ‫لهم من خدمة الحجيج‪ ،‬وقد حصلوا عليه‬                                                                                                                                 ‫كما وردت في تفسير ابن كثير‪ :‬عن سعيد‬
                                                                                                                                                                      ‫بن ُجبير‪ ،‬قال‪ :‬قرأ ر ُسو ُل الله (ص) بمكة‬
    ‫«تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن ترتجى»‪،‬‬
                                                                                                                                                                         ‫«النجم» فلما بلغ هذا الموضع‪“ :‬أفرأي ُت ُم‬
    ‫والأتباع لم يكونوا فرحين بالصراع‬                                                                                                                                 ‫اللات وال ُعزى‪ .‬ومناة الثالثة الأخرى”‪ ،‬قال‪:‬‬

    ‫والحروب مع أهليهم التي تضع الشقاق بين‬                                                                                                                              ‫فألقى الشيطا ُن على لسانه‪« :‬تلك الغرانيق‬
                                                                                                                                                                    ‫ال ُعلى‪ .‬وإن شفاعت ُهن ُترتجى»‪ .‬قا ُلوا‪ :‬ما ذكر‬
    ‫الأخ وأخيه وبين الأب وابنه‪ ،‬وتسفك الدماء‪.‬‬
                                                                                                                                                                        ‫آلهتنا بخي ٍر قبل اليوم‪ .‬فسجد وسج ُدوا‪،‬‬
    ‫فيذكر ابن كثير في الموضع نفسه إنه «وما‬                                                                                                                           ‫فأنزل الل ُه عز وجل هذه الآية‪َ “ :‬و َما َأ ْر َس ْل َنا‬
    ‫كان من ُر ُجوع كثي ٍر من المُهاجرة إلى أرض‬
      ‫الحبشة‪ ،‬ظنًّا من ُهم أن ُمشركي ُقري ٍش قد‬                                                                                                                             ‫سورة طه‪ -‬مخطوطة نسخة برمنجهام‬
                                 ‫أسل ُموا”‪.‬‬
    ‫كثيرون من ال ُّش َّراح تع َّر ُضوا لهذه الرواية‬
    ‫لكشف مدى صحتها‪،‬‬

    ‫وقد ضعفها كثيرون‬

    ‫وصححها كثيرون‬

    ‫أي ًضا‪ ،‬منهم الألباني‬
    ‫الذي قال «إسناده‬

    ‫صحيح إلى ابن‬

    ‫جبير‪ ..‬وقد روي‬
    ‫موصو ًل عن سعيد‪،‬‬

    ‫ولا يصح”‪ .‬وقد‬

    ‫رواها السيوطي في‬

    ‫الدر المنثور وقال‬

    ‫إن إسنادها صحيح‪،‬‬

    ‫فقال‪« :‬عن سعيد‬

    ‫بن جبير‪ ،‬قال‪ :‬قرأ‬

    ‫رسول الله (ص)‬

    ‫بمكة النجم‪ ،‬فلما بلغ‬

    ‫هذا الموضع (أفرأيتم‬

    ‫اللات والعزى ومناة‬

    ‫الثالثة الأخرى) ألقى‬

    ‫الشيطان على لسانه‬
   10   11   12   13   14   15   16   17   18   19   20