Page 163 - m
P. 163

‫حول العالم ‪1 6 1‬‬                                     ‫راشيل فريدمان‬   ‫في الزود عن إعجاز القرآن‪،‬‬
                                                                       ‫في حين استقبل الجمهور‬
   ‫القرآني؛ حيث نشهد الآن‬          ‫منظور آخر‪ ،‬إذا كان من‬                ‫الغربي غير المسلم شكل‬
  ‫مجموعة من الأساليب التي‬         ‫الممكن نجاح هذه الدراسة‬
                               ‫المتمركزة حول الشكل‪ ،‬فإنني‬            ‫القرآن بالارتباك أو الحيرة‪،‬‬
     ‫تشير إلى تحول كبير في‬         ‫أؤكد على أهمية التساؤل‬                 ‫بحثًا عن طريقة لفهمه‬
   ‫التفسير القرآني‪ ،‬بد ًل من‬   ‫النقدي عما قد يكشفه تطبيق‬                      ‫وكيفية الإلمام به‪.‬‬
     ‫تفسير كل آية على حدة‪،‬‬        ‫هذه الطريقة حول موقف‬
   ‫(التفسير الذ ِّري) كما كان‬  ‫الباحث من القرآن وما يمكن‬             ‫تعني هذه الورقة بالمقاربات‬
                                 ‫استنتاجه فيما يتعلق ببنية‬           ‫التي تركز على بنية القرآن‪،‬‬
     ‫سائ ًدا في التفسير حتى‬
 ‫القرن العشرين‪ .‬تتراوح تلك‬          ‫القرآن ومعناه‪ .‬يثير هذا‬                ‫آخذة الإطار المنهجي‬
‫المقاربات الحديثة والمعاصرة‬      ‫الخط من الاستقصاء أي ًضا‬            ‫لـ”أنجليكا نويفرت” كمثال‬
                                 ‫تساؤلات حول الانقسامات‬
   ‫بين النطاقات الفيلولوجية‬                                              ‫لإظهار كيفية عمل هذه‬
 ‫إلى الموضوعاتية إلى البنيوية‬         ‫التي قد يعززها الفكر‬            ‫المقاربات‪ .‬تهتم العديد من‬
 ‫وقد أثار التنوع بين المناهج‬      ‫البنيوي بصورة واضحة‪،‬‬
                                                                         ‫المقاربات الحديثة ببنية‬
    ‫التأويلية تساؤلات حول‬             ‫وما إذا كان القرآن في‬            ‫القرآن‪ ،‬لكن بعضها ‪-‬كـ‬
  ‫موقع معنى النص القرآني‬        ‫الأساس ذا طبيعة كتابية أم‬             ‫نويفرت مث ًل‪ -‬تهتم بشكل‬
‫ومدى ملاءمة أساليب قراءته‬                                            ‫أساسي بفحص تلك البنية‪،‬‬
    ‫المختلفة‪ .‬من الواضح هنا‬                       ‫شفاهية‪.‬‬           ‫مع اهتمام يسير بالمضمون‪،‬‬
  ‫استحالة استمرار استخدام‬                                              ‫بيد أنه مع التقدير العميق‬
   ‫“الفصل” بين التفسيرات‬              ‫***‬
                                                                          ‫لمقاربتها والاكتشافات‬
        ‫أو المناهج “الغربية”‬        ‫مع زيادة تفاعل العلماء‬             ‫الشيقة التي تقدمها حول‬
    ‫و”الإسلامية” كما أشار‬              ‫الغربيين مع القرآن‪،‬‬             ‫بنية القرآن‪ ،‬إلا أننا نطرح‬
    ‫المؤرخ الإسلامي “أندرو‬                                              ‫أخي ًرا أسئلة حول أنواع‬
‫ريبين” بوضوح في مناقشته‬              ‫ظهرت أساليب مختلفة‬                 ‫الاستنتاجات التي يمكن‬
  ‫حول الطبوغرافية الجديدة‬        ‫وغير تقليدية لقراءة النص‬              ‫استخلاصها من مثل هذا‬
 ‫المعقدة للدرس القرآني‪ .‬كما‬
‫أن التنوع والتجديد وانتشار‬                                                   ‫النوع من التحليل‪.‬‬
 ‫التأليف في مجال الدراسات‬                                                ‫إن استخلاص ودراسة‬
    ‫القرآنية قد جعل الفروق‬                                           ‫الافتراضات والآثار المترتبة‬
   ‫الأخرى أقل وضو ًحا‪ .‬على‬                                             ‫على الإصرار على الأهمية‬
 ‫الرغم من أنه يمكننا الحديث‬                                         ‫التأسيسية للمقاربة البنيوية‬
  ‫عن “الأساليب اللغوية” أو‬                                           ‫كأساس لدراسة أكثر وعيًا‪،‬‬
   ‫“الجمالية”‪ ،‬فمن المهم أن‬                                           ‫يلقي الضوء على أُ ُطر نهج‬
  ‫نتذكر أن هذه الدراسات لا‬                                            ‫كهذا‪ .‬فأتساءل عن القدرة‬
   ‫تنظر فقط إلى جانب واحد‬                                             ‫على تقسيم القرآن بصورة‬
    ‫من القرآن‪ ،‬بل تركز على‬                                          ‫مقنعة إلى أقسام ثابتة تتكون‬
 ‫جوانب محددة وكيف يمكن‬                                                ‫من أعداد معينة من الآيات‬
    ‫لهذه الجوانب أن تساهم‬                                            ‫التي يمكننا تمييزها بحسب‬
 ‫في كشف أو توضيح المعنى‬                                                 ‫وظيفتها وبالتالي تحديد‬
    ‫في الكتاب‪ .‬غالبًا ما تمزج‬                                       ‫“التسلسل الزمني” للسورة‬
  ‫هذه الدراسات عناصر من‬                                                ‫حسب الفترة الزمنية‪ .‬من‬
   158   159   160   161   162   163   164   165   166   167   168