Page 166 - m
P. 166

‫العـدد ‪58‬‬          ‫‪164‬‬

                                                     ‫أكتوبر ‪٢٠٢3‬‬     ‫من التاريخ النبوي لمحمد‪.‬‬
                                                                     ‫وتحدد أربع مراحل زمنية‬
‫ميدان الدراسات القرآنية‪ ،‬ثم‬     ‫ربط كل سورة أو‬                     ‫هي المكية المبكرة والوسطى‬
  ‫تقدم نويفرت نظرة شاملة‬        ‫ك ِّل مجموعة من‬                   ‫والمتأخرة‪ ،‬والمدنية‪ ،‬مفترضة‬
    ‫على منهجيتها‪ .‬وتؤكد في‬
   ‫تصدير الطبعة الثانية من‬         ‫الآيات بواحدة‬                        ‫تطو ًرا زمنيًّا يمكن من‬
     ‫كتابها (‪ )۲۰۰۷‬على أن‬             ‫من الفترات‬                    ‫خلاله أن يتمكن القارئ من‬
    ‫مقاربتها أكثر أهمية الآن‬
  ‫مما كانت عليه عند نشرها‬           ‫الزمنية الأربع‬                   ‫إدراك الفترة الزمنية التي‬
   ‫في المرة الأولى‪ ،‬فالقرآن لم‬        ‫لنبوة محمد‬                      ‫أنزلت فيها هذه السورة‪.‬‬
    ‫يتموضع بعد في اللائحة‬                                             ‫وهكذا فإن منهجها يربط‬
  ‫المعتمدة للنصوص المقدسة‬         ‫يجعل الوصول‬                          ‫العناصر الأسلوبية لكل‬
      ‫التوحيدية‪ .‬وتؤكد على‬             ‫إلى الكتاب‬                     ‫سورة بالتط ُّور التاريخي‬
     ‫أن القرآن دراما متعددة‬                                        ‫على نحو مبتكر‪ ،‬وبذلك فهي‬
  ‫الأصوات‪ ،‬ويجب أن ُيعالج‬        ‫أيسر‪ ،‬حيث تبدو‬                      ‫تميِّز نفسها عن غيرها من‬
   ‫على هذا النحو‪ ،‬وليس على‬         ‫السور منظمة‬                        ‫مؤولي القرآن البنيويين‪،‬‬
  ‫أساس كونه ن ًّصا تشريعيًّا‬       ‫في مجموعات‬                     ‫أمثال‪ :‬كويبرس وكرابون دي‬
     ‫يخضع للتحليل النصي‬                  ‫نستطيع‬                   ‫كابرونا‪ .‬كما أنها تميِّز نفسها‬
     ‫المعتاد كما عالجه سائر‬          ‫قراءتها على‬                      ‫بتبنيها تفسير المضمون‪،‬‬
                  ‫الباحثين‪.‬‬            ‫أنها تط ُّور‬                  ‫على الأقل بقدر نظرتها إلى‬
    ‫تبحث المقاطع التالية من‬         ‫يمكن فهمه‬                       ‫الوظائف البلاغية لك ِّل جزء‬
                                    ‫ضمن السياق‬                      ‫من النص‪ ،‬بد ًل من محاولة‬
‫كتاب نويفرت أقسام الآيات‪،‬‬                                              ‫حصر نفسها في دراسة‬
    ‫والقوافي في السور المكية‬    ‫التاريخي للتاريخ‬
                                ‫الإسلامي المبكر‪،‬‬                              ‫الشكل وحسب‪.‬‬
‫وتغيرها بمرور الوقت‪ ،‬وبنية‬                                             ‫في كتابها دراسات حول‬
 ‫الآية‪ ،‬وبنية السورة‪ ،‬ولهجة‬          ‫وكل تركيب‬                        ‫بنية السور المكية ‪،1981‬‬
                                    ‫سورة يشكل‬
     ‫الكلمة وأدائها‪ .‬فالفصل‬          ‫مجموعة من‬                          ‫وهو منشور منقح من‬
     ‫الأول؛ يسعى إلى تحديد‬          ‫البني الأصغر‪،‬‬                    ‫أطروحتها للأستاذية التي‬
‫منهج علمي لتقرير تقسيمات‬        ‫التي تتيح للقارئ‬
  ‫الآية‪ ،‬كما يقترح كثي ًرا من‬   ‫‪-‬بمجرد تصنيفها‬                           ‫أشرف عليها «أنطون‬
 ‫التغييرات على نسخة القرآن‬        ‫ووصفها‪ -‬فهم‬                     ‫شبيتلر»‪ ،‬تتط َّرق نويفرت إلى‬
‫القياسية تب ًعا لرواية حفص‪.‬‬       ‫ما تدور السورة‬
     ‫وفي فصله الثاني؛ تعدد‬                                          ‫تحليل مفصل للسور المكية‬
   ‫نويفرت القوافي الحاضرة‬                    ‫حوله‪.‬‬                 ‫وعناصرها الشكلية المُكونة‪.‬‬
     ‫في السور المكية المتقدمة‬
‫والوسطى والمتأخرة‪ ،‬راصدة‬                                              ‫سيكون تركيزي هنا على‬
 ‫الاختلافات بهذا الشأن بين‬                                          ‫الكتاب آنف الذكر على نحو‬
 ‫السور التي تصنفها إلى تلك‬                                          ‫أساسي‪ ،‬بالإضافة إلى عدد‬
   ‫المجموعات الثلاث‪ .‬وينظر‬                                           ‫من الأبحاث المختارة التي‬
 ‫الفصل الثالث في بنية الآية؛‬
     ‫بما في ذلك العلاقة بين‬                                           ‫نشرتها نويفرت‪ ،‬كأمثلة‬
‫المحتوى الشكلي والموضوعي‬                                             ‫على الاتجاه الذي أناقشه‪.‬‬
                                                                      ‫يبتدئ كتاب (الدراسات)‬
                                                                       ‫بمراجعة هائلة ومفصلة‬
                                                                   ‫للأدبيات المنشورة ساب ًقا في‬
   161   162   163   164   165   166   167   168   169   170   171