Page 24 - Dilmun 23

‫ﺟﻠﻔﺎﺭ ﻣﻦﺧﻻﻝ ﺎﺘﻧﺞﺋ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺒﺎﺕ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ‬ ‫ﺍﺹ‬

‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻑ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺻﻨﺎﻋﺎﺗﻪﻤﻠ ًﻋﺎ ﺑﺄﻥ ﻣﻨﺎﺟﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ‪ 2‬ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﻜﺜﻴﺮﺓ ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭ‬
‫ﻣﻨﺎﺟﻢ ﺍﻟﻨﺤﺎﺹ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﺗﻤﺜﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺑﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﻘﺼﻴﺺ ﺑﺪﺑﻲ (ﺍﻷﻟﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‬
‫ﻭﺍﻷﻭﻝ»ﻕ‪.‬ﻡ‪ ،" )،‬ﻟﻢ ﻳﻌﺜﺮ‪ 2‬ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻘﻮﺵﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﻬﻠﻨﺴﺘﻲ (ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ) ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺩ ﺑﻔﺘﺮﺓ (‪ ٠٠٥‬ﻕ‪.‬ﻡ) ﺃﻇﻬﺮﺕ ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﻟﻰ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺎﺕ‬
‫ﻭﻫﻲ‪ ،‬ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻍ ﻣﺠﻤﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻣﻊ ﺩﻭﻝ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ‬

‫ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺑﻌﻴﺪﺓ ‪.‬‬

‫ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺟﻨﻮﺑﻴﺔ ﺑﻤﻮﻗﻌﻲ ﻣﻮﻳﻠﺢ " ﻭﻣﻠﻴﺤﺔ ﺃﺩﺧﻞ ﺍﻟﺒﻻﺩ ﺣﺴﺐ ﺭﺃﻳﻲ ‪ 2-‬ﺃﻥ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻻﺩ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻍ ﺃﺻﻮﻟﻬﺎ ﻭﻋﻻﻗﺎﺗﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻣﻦ ﻓﺘﺮﺓ ﺗﺴﺒﻘﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻣﻦﺑﻻﺩ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻦ ﻭﺍﺰﺠﻟﺮﻳﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔﻻ ﻳﻨﻔﻰ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ‬
‫ﻟﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﺗﺼﺎﻻﺕ ﺣﻀﺎﺭﻳﺔ ﻣﻊ ﺩﻭﻝ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻭﺑﻌﻴﺪﺓ ﻍ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺑﻻﺩ‬
‫ﺍﻟﺸﺎﻡ‪ ،‬ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻮﻣﺎ ﺃﻛﺪﺗﻪ ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻦﺍﻟﺒﻻﺩ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﻭﺗﻤﺜﻠﺖ‬

‫ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺸﺄ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‪.‬‬

‫ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮﻳﺔ ﻭﺍﻵﺭﺍﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻭﺟﺪﺕ ﻍ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮﺩ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻗﺒﻞﺍﻟﻤﻴﻻﺩ‪ 2‬ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻔﺬ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻠﻘﻰ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ‬
‫ﻭ‪،‬ﺍﻟﻄﺎﺑﻮﻕ ﺍﻟﺠﻴﺮﻱ ﺃﻭ ﺍﻷﻭﺍﻧﻲ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﻜﻮﻛﺎﺕ ﺇﺿﻓﺎﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ‬
‫ﻟﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻠﻘﻰ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ (ﺍﻟﺤﻤﻴﺮﻳﺔ)‬
‫ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻨﻔﺬﺓ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ﺑﻞ ﻧﻔﺬﺕ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺇﺣﺴﺎﻴﺋﺔ‪ 2‬ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻳﺘﻀﺢ‬
‫ﻟﻨﺎ ﺃﻥﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺛﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻤﺖ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻭﺃﻥ‬

‫‪ ١-‬ﺍﻵﺛﺎﺭ& ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ‪ -‬ﻭﺯﺍﺭﺓﺍﻹﻋﻻﻡ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ‪٠‬ﻡ‪ ١٩٧٥‬ﻡ ‪.- ٥٢‬ﻡ‪٥٧‬‬
‫‪ -٢‬ﺍﻷﺛﺎﺭﻑ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ‪ -‬ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ‪٢٦- ٥٨ :‬ﻡ‪.‬‬

‫‪ ٢-‬ﺗﻨﻘﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ & ﻣﻮﻳﻠﺢ (ﺑﻴﺘﺮ ﻣﺎﺟﻲ) ‪ ١٩٩٢‬ﻣﺘﺤﻒ‪ ٠١٩٦‬ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﺍﻵﺛﺎﺭ‪.‬‬

‫ﻟﺺ"‪ ٢‬ﺻﻌﺠﺘﺼﻲ‬