Page 108 - Dilmun 29
P. 108

‫العدد التاسع والعشرون – يوليو ‪2021‬‬          ‫جمعية تاريخ وآثار البحرين ‪ /‬مجلة دلمون‬

‫بالعالــم الخارجــي»(‪ .)14‬فأضحــى الفنيــة والثقافيــة فــي العالــم أجمــع‪.‬‬        ‫ال ّترحال‬
‫التحـ ّول إلـى الانتقـال الرقمـي أمـ ًرا ولا غرابـة أن نـرى معظـم الفنانيـن‬         ‫كهو ّية‬
‫حتم ًّيــا فــي كل المجــالات‪ ،‬حيــث اليــوم ينتهجــون مثــل هــذا الحــراك‬

‫يمكــن ماحظــة تأثيــره فــي أبســط التواصلــي المرتحــل مــن خــال‬
‫تفاصيـل الحيـاة اليوميـة‪ ،‬والفـ ّن ليس عــرض أعمالهــم افتراض ًيــا عبــر‬
‫اســتثنا ًء‪ ،‬فمثــ ًا أصبــح التصويــر الإنترنــت أو مــن خــال صفحاتهــم‬
‫الفوتوغرافـي رقم ًيـا بالمطلـق خـال الشــخصية علــى مواقــع التواصــل‬
‫الفتــرة الأخيــرة ســواء فــي التقــاط الاجتماعــي‪ .‬فنشــهد كثيــ ًرا مــن‬
‫الصــورة ومعالجتهــا أو تســويقها‪ .‬المعــارض الفن ّيــة قائمــة حال ًيــا‬
‫كمـا تعـ ّددت المقاربـات التـي ق ّدمهـا عــن بعــد‪ ،‬كمــا افتتحــت المتاحــف‬
‫الباحثــون والفنانــون مــن خــال أبوابهـا افتراض ًّيـا لز َّوارهـا فـي ظـ ّل‬

‫برمجــة نــدوات افتراضيــة للتفكيــر «دمقرطــة» المؤسســات الثقافيــة‬
‫فـي مسـألة ال ّترحـال الفنـ ّي مـن عـدة والفن ّيــة دول ًيــا‪ .‬وأصبــح الجمهــور‬
‫زوايــا‪ ،‬والمفاهيــم الممكنــة لــه فــي متقبــ ًا لفكــرة الفنــون بصــورة‬

‫عصرنــا الراهــن عصــر العولمــة افتراض ّيــة علــى اعتبارهــا لغــة‬

‫والحجــر الصحــي والتفكيــر فــي العصـر الرقمـي الـذي نعيشـه‪ ،‬لكـن‬
‫الــذات البشــرية وحاجتهــا للتن ّقــل التســاؤل الــذي يطــرح نفســه‪ :‬هــل‬

‫واكتشـاف الآخـر والأنـا مـن خـال تع ّوضنــا المعــارض الافتراضيــة‬

‫الآخــر ومــن أجــل خلــق مســاحة عــن الصــورة التقليديــة للمعــارض‬
‫للإبـداع والتاقـي الفنـ ّي‪ ،‬ولـو بشـكل الفن ّيـة التـي اعتدناهـا والتن ّقـل إليهـا‬

                        ‫افتراضــ ّي‪ ،‬فــي ظــل توقــف الحيــاة مباشــرة؟‬

                                            ‫المراجع‪:‬‬

                                    ‫‪ .1‬عثمــان موافــي‪ ،‬لــون مــن أدب ‪1 9 6 2‬م‪.‬‬

‫الرحـات‪ ،‬مقـال منشـور فـي كليـة الآداب‪ .3 -‬حمــد أميــن مصطفــى‪ ،‬الحيــاة فــي‬

‫القــرن الثامــن الهجــري كمــا تص ّورهــا‬  ‫جامعــة الإســكندرية‪ ،‬ص‪.25‬‬

‫‪ .2‬أحمــد أبــو ســعد‪ ،‬أدب الرحــات رحلــة ابــن بطوطــة‪ ،‬مطبعــة الســعادة ‪-‬‬

‫وتطــوره فــي الأدب العربــي‪ ،‬منشــورات الطبعــة الأولــى ‪1992،‬م‪.‬‬

‫دار الشــرق الجديــد‪ -‬بيــروت‪ ،‬ط‪ .4 ،1‬ابــن بطوطــة‪ ،‬أبــو عبــدالله محمــد‪،‬‬

                                                                                    ‫‪106‬‬
   103   104   105   106   107   108   109   110   111   112   113