Page 106 - Dilmun 29
P. 106
العدد التاسع والعشرون – يوليو 2021 جمعية تاريخ وآثار البحرين /مجلة دلمون
خالصـة وغيرهـا مـن المـواد .بـرز أنفسـنا أحيا ًنـا أمـام تكويـن تركيبـي ال ّترحال
العمــل فــي شــكل «اسكتشــات» تتجــاور فيــه اللحظتــان المتتابعتــان كهو ّية
سـريعة التنفيـذ تعتريهـا سـيول لونيـة لحــدث واحــد.
متدفقــة إلــى جانــب أخــرى خاثــرة ،نســتطيع القــول بــأن نشــأة تقنيــة
مثقلــة بصبغــات كثيفــة ومتعجنــة الفومونتــاج فــي رحلتــي تعــود إلــى
متن ّوعــة ،ترســم مســارات الأثــر رغبـة فـي تعديـل الفرشـاة أو الآلـة
ومتاهــات اللــون وانســيابية الشــكل .الفوتوغرافيــة فــي مشــهد مــا أثنــاء
وقـد جـاءت التشـكيات غال ًبـا بألوان حدوثــه .فكانــت مرتبطــة ارتبا ًطــا
ترابيــة طاغيــة علــى مســاحات وثي ًقــا بمفهــوم التقطيــع :وهمــا
متوســطة الضــوء ،ومتوازنــة بيــن لحظتــان يكمــل كل منهمــا الآخــر
عتمــة وضــوء برغــم الســطوع ولا ينفصــان فــي عمليــة الإبــداع.
فــي بعــض الصــور وبرغــم توهــج فالصــورة تتوقــف فــي الواقــع
اللــون الأحمــر فــي أماكــن أخــرى .ليــس فقــط علــى مــا تمثلــه مــن
وكان هدفــي التوجــه نحــو المتلقــي مشــهد وإ ّنمــا علــى زمانهــا .لهــذا
فــي محــاكاة خصوصيــة والعــودة يصبـح تتابـع الصـور مفهو ًمـا لـدى
إلــى مفهومــي التنقــل والرحلــة المتفـرج ويعـادل فـي الواقـع رؤيتـه
عبــر فضــاءات تشــكيلية ،تعتمــد للمشـهد فـي الطبيعـة .فمتـى تقابلـت
علــى مرونــة الإحســاس الحركــي صورتـان يتولـد المعنـى ،أي الفكـرة
وكأ ّن الزمـن يضعنـا أمـام تحـولات التـي لا ترتبـط بـأي مـن الصورتيـن
وتغيــرات تطــرأ علــى الذاكــرة علــى حــدة ،لأن الفومونتــاج يعيــد
الزمنيــة ضمــن النســيج الزمنــي بنــاء واقعهــا تشــكيل ًّيا ممــا يجعــل
المحبــوك برؤيــة تصميميــة تداعــب المتفــرج يحــس بترابــط سلســلة
بهــا المخيلــة الزمنيــة ذات البعديــن متتابعـة مـن الصـور الثابتـة لحظ ًيـا
المتناقضيــن فن ًّيــا .فمــن خــال هــذه حتـى وإن كان هنـاك اختـاف بسـيط
التركيبـة التشـكيلية حاولـت الانتقـال عــن الصــورة التــي قبلهــا .ولــم
بالعمـل مـن فضـاء التجربـة المفتـوح يحــــدث أبــــــ ًدا أن بـدأ مشـهد فـي
إلـى البحـث عـن فضـاء آخـر مـوا ٍز مــكان واســتمر فــي مــكان آخــر أو
(فضـاء القـراءة) .فالنـص البصـري أن كان هنــاك تسلســل فــي الحركــة
يعيــد تكويــن العاقــات المكانيــة مــن صــورة إلــى أخــرى ،إلا إذا
والزمنيــة للرحلــة بدقــة حيــث نجــد كانـت العاقـة الزمنيـة بيـن الصـور
104