Page 105 - Dilmun 29
P. 105

‫ال ّترحال كهو ّية إلى فعل إبداع ّي من خال قراءة لبعض النماذج الفن ّية‬  ‫د‪ .‬ريم المالكي‬

‫ال ّترحال‬  ‫متمثــ ًا فــي رســم جوانــب تتعلــق المشــاهد ممــا يجعــل مــن انســيابها‬
‫كهو ّية‬
           ‫بحيثياتــه اليوميــة علــى جــدران أو تصادمهــا مــع الصــورة التاليــة‬

           ‫ينتــج معنــى مــا‪ ،‬كمــا أن الجمــع‬                                   ‫الكهــوف‪.‬‬

           ‫وبالتالــي عنــد التثبــت فــي أعمالــي بيــن صورتيــن مســتقلتين تما ًمــا‬

           ‫فــي هيكلــة الفوتومونتــاج للصــور يشــكل ربطهمــا م ًعــا صــورة ثالثــة‬

           ‫نجــد هنالــك إعــادة بنــاء لفكــرة تنشــأ فــي ذهــن المشــاهد‪ ،‬وهــو‬

           ‫الانظــام ضمــن فضائيــة موحــدة مــا يعــرف بالمونتــاج الذهنــي أو‬

           ‫وضمـن خـط زمنـي محـدد‪ .‬ولتحقيق الفكــري‪ .‬فالإطــار يحتــوي داخلــه‬

           ‫فكــرة «الزمكانيــة»‪ ،‬جمعــت بيــن علــى العديــد مــن الأطــر المختلفــة‬

           ‫صـور مختلفـة فـي نفـس «الزمـان» كنوافـذ الحافلـة‪ ،‬كلهـا تمثـل كـوادر‬

           ‫وفـي نفـس «المـكان»‪ .‬وعلـى هـذا داخــل الــكادر‪ .‬ولهــذا فالمشــهدية‬

           ‫الأســاس نســتطيع الكشــف عــن تأسسـت وفـق تواتـر للصـور لخلـق‬

           ‫زمنيــن اثنيــن فــي العمــل؛ الزمــن شـك ٍل فرجـوي لـدى المشـاهد وجمـع‬
           ‫الأول هـو الماضـي وزمـن الأحـداث جميــع الانفعــالات ضمــن آنيــة‬

           ‫التــي جمعــت بيــن جميــع الصــور‪ ،‬واحــدة وزمنيــة واحــدة وصــورة‬

           ‫أمــا الزمــن الثانــي فهــو زمــن واحـدة وتحفيـزه علـى معرفـة طبيعة‬

           ‫الأشـياء الماثلـة فـي الصـور بطريقـة‬                                   ‫التركيــب‪.‬‬

           ‫كمــا أن اهتمامــي بالمشــهد الجــزء مباشــرة‪.‬‬

           ‫جعلنـي أسـتعين فـي طريقـة العـرض أثــرت بيئــة المــكان علــى تجربتــي‬

           ‫بتقنيـة الإطـار والتأطيـر لغايـة جلـب التشـكيلية‪ ،‬فقـد شـكلت هـذه الأخيـرة‬

           ‫عيـن المشـاهد نحـو اكتشـاف فضـاء فضــا ًءا مغر ًيــا بصمتــه وعزلتــه‪،‬‬

           ‫جديــد يجعلــه يتحــول مــن مشــهدية اســتقيت منــه عناصــر التعبيــر‪.‬‬

           ‫إلــى أخــرى‪ ،‬فتنتقــل بذلــك العيــن فكانــت فضــا ًءا ســان ًحا لتخضيــب‬

           ‫مــن جزئيــة إلــى أخــرى لتســتوقفها الحــواس وشــكلت فــي هــــــذه‬
           ‫صــورة أولــى ثــم صــورة ثانيــة‪ ،‬التجربــة حقــ ًا بصر ًيــا اســتعرت‬

           ‫ولتعيــش فــي كل مــرة ومــن جديــد منـه المفـردات التعبيريـة والرمزيـة‬

           ‫ضمـن رحلـة مـن التجـوال البصـري وتحولاتهــا البصريــة‪ .‬نجــد هــذه‬

           ‫حيـث تكـون الصـورة فـي كل مـرة الـدلالات تتمثـل فـي الآثـار المتولـدة‬

           ‫هــي الوحــدة الأوليــة‪ .‬فمــن خــال عــن تطبيقــات لونيــة محليــة ناتجــة‬

           ‫تقنيــة تركيــب الصــور تتكــون عــن اســتعمال خامــات صحراويــة‬

‫‪103‬‬
   100   101   102   103   104   105   106   107   108   109   110