Page 271 - merit 49
P. 271

‫‪269‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫رأي‬

     ‫حسنة أو سيئة أخرى‪ ،‬تؤثر‬            ‫تمرير معاملات وتحصيل‬          ‫بشكل شائع لوصف التعاملات‬
    ‫في كل مناحي الحياة الخاصة‬       ‫مكاسب منها‪ ،‬والغش والخداع‬         ‫المشبوهة من قبل المسؤولين في‬
‫والعامة‪ .‬حتى يحدث الفساد لا بد‬
                                      ‫والتدليس مثل جمع الأموال‬          ‫الحكومة أو المنظمات الأخرى‬
      ‫من توافر ركنان أساسيان‪:‬‬         ‫والتبرعات غير القانونية‪ ،‬أو‬     ‫(ضد المواطنين العاديين)‪ .‬ربما‬
 ‫‪ -‬ركن إساءة استخدام القوة أو‬        ‫التلاعب في نتائج الانتخابات‪،‬‬   ‫يكون المثال الأكثر شيو ًعا والأكثر‬
                                   ‫أو تحويل غير مشروع للأموال‬          ‫شهرة للفساد هو الرشوة؛ في‬
                       ‫السلطة‪.‬‬       ‫وغسلها‪ ،‬والاحتيال‪ ،‬والتعامل‬
 ‫‪ -‬ركن تحقيق مكاسب شخصية‬          ‫المزدوج‪ ،‬مثل النفاق‪ ،‬والمعاملات‬       ‫السياق التكنولوجي يمكن أن‬
                                       ‫السرية‪ .‬كما يتضمن أي ًضا‬       ‫يكون الفساد في إتلاف البيانات‬
                 ‫غير مشروعة‪.‬‬       ‫ممارسات يمكن أن ُتعد قانونية‬
    ‫لذلك‪ ،‬الفساد يقوض الثقة في‬    ‫في بعض الدول ونوع من الفساد‬                   ‫والملفات أو تزويرها‪.‬‬
     ‫أعضاء الحكومات‪ ،‬ويزعزع‬        ‫في دول أخرى‪ ،‬مثل الإكراميات‬           ‫زيادة في التوضيح‪ ،‬نبين أن‬
    ‫الاستقرار والعدالة والمساواة‬                                        ‫مفهوم الفساد حسب تعريف‬
   ‫بين الناس‪ ،‬ويضعف ممارسة‬                      ‫والهدايا والولائم‪.‬‬        ‫البنك الدولي يشير إلى‪« :‬أنه‬
                                                                    ‫شكل من أشكال خيانة الأمانة أو‬
      ‫الديمقراطية‪ ،‬وآليات العمل‬           ‫الفساد‪:‬‬                    ‫الجريمة التي يرتكبها شخص أو‬
         ‫والإنتاج‪ ،‬ويعيق التنمية‬  ‫ظاهرة اجتماعية معقدة‬               ‫منظمة ُيعهد إليها بمركز سلطة؛‬
                                                                     ‫ذلك من أجل الحصول على مزايا‬
   ‫الاقتصادية المستدامة‪ ،‬ويفاقم‬          ‫الفساد كظاهرة اجتماعية‬     ‫غير مشروعة أو إساءة استخدام‬
 ‫من الفقر والانقسام الاجتماعي‪.‬‬    ‫مصاحبة لكل المجتمعات القديمة‬       ‫تلك السلطة لصالح الشخص أو‬
  ‫فالجذور الفكرية للفساد تندرج‬                                        ‫المنظمة (ويمكن أن نظيف إليها‪:‬‬
                                     ‫والحديثة‪ ،‬منذ وجود الإنسان‬      ‫«أو الدولة التي تعتدي على دولة‬
     ‫في أربعة محاور قيمية‪ ،‬هي‪:‬‬    ‫على الأرض‪ ،‬ولا أمل في اجتثاثها‬     ‫أخرى»)‪ .‬يمكن للفساد أن يشمل‬
  ‫أخلاقية‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬وقانونية‪،‬‬                                       ‫العديد من الأنشطة التي تصدر‬
                                     ‫في الأزمنة المنظورة‪ .‬يمكن أن‬     ‫عن أشخاص يشغلون مناصب‬
      ‫ومصلحة عامة؛ أي اختراق‬      ‫نستنتج من هذا‪ ،‬أن الفساد جزء‬           ‫حساسة في الدولة‪ ،‬تتضمن‬
   ‫لهذه القيم الخلقية والسلوكية‬   ‫من البنية الاجتماعية والسياسية‬       ‫الرشوة والاختلاس‪ ،‬وعمليات‬
    ‫يعد شك ًل من أشكال الفساد‪،‬‬
     ‫كالتعدي على المصالح العامة‬         ‫والاقتصادية‪ ،‬وذات قيمية‬
                                    ‫“أخلاقية” معقدة‪ ،‬كأي ظاهرة‬
       ‫بشكل خاص‪ ،‬وكما يقول‬
  ‫الكواكبي «الاستبداد أصل لكل‬

                        ‫فساد»‪.‬‬
‫فإذا ما نظرنا‬

   ‫إلى الفساد‬
  ‫كمنظومة(‪)1‬‬
  ‫‪ ،‬في الواقع‪،‬‬
  ‫هو منظومة‬

    ‫اجتماعية‬
     ‫حقيقية‪،‬‬
‫تتمثل بشبكة‬
   ‫من الأفراد‬
     ‫الفاعلين‬
   ‫والمؤثرين‬
   ‫في المجتمع‬
 ‫والحكومات‪،‬‬
   266   267   268   269   270   271   272   273   274   275   276