Page 276 - merit 49
P. 276

‫العـدد ‪49‬‬                              ‫‪274‬‬

                                   ‫يناير ‪٢٠٢3‬‬

  ‫الفساد السياسي والإداري على‬       ‫‪ ،)100‬وقبل الأخير تأتي الدول‬             ‫في ست مناطق‪ ،‬لا تتطابق مع‬
    ‫مقدرات الشعوب العربية منذ‬         ‫العربية بمعدل نزاهة منخفض‬             ‫التوزيع الجغرافي لقارات العالم‬
                                   ‫ج ًّدا ج ًّدا (‪)100 /34‬؛ وأخي ًرا في‬     ‫السبعة المعروفة‪ ،‬بل َيدمج بين‬
‫الاستقلال‪ ،‬على الرغم من الثورات‬     ‫ذيل الترتيب تأتي أفريقيا جنوب‬          ‫المناطق والقارات في ست مناطق‬
       ‫والاحتجاجات‪ ،‬ومحاولات‬         ‫الصحراء بأقل معدل نزاهة ‪33‬‬            ‫كبرى‪ ،‬ويعطى لكل منطقة درجة‬

   ‫الإصلاح‪ ،‬المعلنة والمكتوبة على‬                   ‫درجة من مئة‪.‬‬              ‫من مئة‪ ،‬تأتي أوروبا الغربية‬
    ‫الورق‪ ،‬فالدراسات والبيانات‬                                             ‫في رأس القائمة وأفريقيا جنوب‬
‫تبين أن الفساد في تقدم والنزاهة‬      ‫الفساد على المستوى‬
                                    ‫العربي‪ :‬فساد في جسم‬                               ‫الصحراء في أخرها‪.‬‬
      ‫في تراجع أو في ركود‪ ،‬فلم‬                                            ‫إذا كانت البيانات الإجمالية للعالم‬
‫يتحسن الوضع بشكل ملحوظ في‬                 ‫الحكومات‬
‫أي بلد منذ العام ‪ ،2012‬فالفساد‬                                               ‫تشير إلى أن النزاهة تعاني من‬
‫السياسي مستشري في كل الدول‬            ‫في خطة جامعة الدول العربية‪،‬‬         ‫جمود‪ ،‬والديمقراطيات تنزف من‬
‫العربية‪ ،‬وبعض النخب السياسية‬       ‫كممثلة للحكومات العربية‪ ،‬الخطة‬
                                    ‫الخاصة بترتيب أولويات التنمية‬            ‫تراجع واضح خلال السنوات‬
   ‫تفضل مصالحها الخاصة على‬          ‫المستدامة لغاية عام ‪ ،2030‬جاء‬            ‫الأخيرة‪ ،‬فإن الفساد يعاند كل‬
‫المصالح العامة وتكرس الاستبداد‬     ‫ترتيب أولوية النزاهة والحوكمة‪،‬‬
                                   ‫كأدوات لمكافحة الفساد‪ ،‬قبل آخر‬              ‫أدوات الحد من انتشاره‪ .‬إن‬
                 ‫(كندة حتر)(‪.)4‬‬                                             ‫الحالة تختلف كثي ًرا في مستوى‬
                                     ‫أولوية‪ ،‬من أصل ‪ 13‬أولوية؛ ما‬
                                    ‫يعني أن مكافحة الفساد هي من‬               ‫النزاهة وأداء مكافحة الفساد‬
                                   ‫آخر اهتمامات الحكومات العربية‪،‬‬         ‫بين أقاليم العالم وقاراته؛ يلاحظ‬

                                      ‫لأن المُساءلة‪ ،‬وسيادة القانون‪،‬‬           ‫أن الدمج بين المناطق يخفي‬
                                       ‫واستقلال القضاء‪ ،‬ومحاربة‬              ‫فروقات جوهرية كبيره بينها‪.‬‬
                                        ‫الرشوة قد لا تخدم مصلحة‬            ‫نجد أن أوروبا الغربية والاتحاد‬
                                                                            ‫الأوربي تتباطأ في تقدمها‪ ،‬وإن‬
                                    ‫الحكام الفاسدين‪ .‬لذلك‪ ،‬فمؤشر‬
                                         ‫مستويات النزاهة في العالم‬             ‫حافظت على مستوى النزاهة‬
                                                                            ‫في قمة الترتيب‪ ،‬ولكن بمتوسط‬
                                       ‫العربي‪ ،‬منذ عقد من الزمان‪،‬‬         ‫متواضع ‪ 66‬درجة من أصل مئة‪.‬‬
                                       ‫تعاني من تراجع‪ ،‬وفي أحسن‬             ‫من المفاجئ أن تليها قارة آسيا‬
                                   ‫الحالات من ركود‪ ،‬حيث إجراءات‬              ‫والمحيط الهادي التي تتقدم في‬
                                      ‫مكافحة الفساد تواجه مقاومة‬             ‫السيطرة على الفساد الصغير‪،‬‬
                                     ‫شديدة من قبل شبكات الفساد‬             ‫ولكن أي ًضا بمعدل دون المتوسط‬
                                       ‫المحلية أو تلك المرتبطة عالميًّا‪.‬‬
                                                                              ‫(‪)100 /45‬؛ تليها بالترتيب‬
                                         ‫إن انتشار الفساد في جسم‬               ‫الأمريكتان بمعدل متواضع‬
                                       ‫الحكومات‪ ،‬في الدول العربية‪،‬‬            ‫ج ًدا (‪ ،)100 /43‬دون تميز‬
                                       ‫أو الفساد السياسي والإدارة‬             ‫بين أمريكا الشمالية وأمريكا‬
                                                                                 ‫الجنوبية؛ ثم يأتي الشرق‬
                                         ‫العامة يعوق جهود التنمية‬             ‫الأوسط وشمال أفريقيا (من‬
                                      ‫المستدامة والتقدم الاقتصادي‬         ‫ضمنه الدول العربية) في الترتيب‬
                                   ‫والاجتماعي‪ ،‬ويزيد من انتهاكات‬          ‫الرابع‪ ،‬بعد آسيا والمحيط الهادي‪،‬‬
                                                                              ‫بمعدل ‪ 39‬درجة من مئة؛ ثم‬
                                        ‫حقوق المواطنين‪ .‬لقد فشلت‬               ‫تأتي أوروبا الشرقية وأسيا‬
                                      ‫كل الجهود من الحد من تغول‬              ‫الوسطى بمعد متواضع (‪/36‬‬
   271   272   273   274   275   276   277   278   279   280   281