Page 278 - merit 49
P. 278

‫العـدد ‪49‬‬                           ‫‪276‬‬

                                      ‫يناير ‪٢٠٢3‬‬

    ‫على مستوى العالم‪ .‬أما الدول‬        ‫قطر ورئيس وزرائه السابق‪ ،‬إلى‬           ‫قطر (درجة ‪ ،)63‬فالسعودية‬
 ‫الخمس التي جاءت في أخر سلم‬           ‫جانب حاكم دبي ورئيس مجلس‬                  ‫(‪ 53‬درجة)‪ ،‬ثم ُعمان (‪52‬‬
  ‫الديمقراطية (بالترتيب‪ :‬أفريقيا‬       ‫وزراء الإمارات ونائبه‪ ،‬وغيرهم‬
 ‫الوسطى‪ ،‬والكونغو الديمقراطية‪،‬‬         ‫في بعض الدول العربية الأخرى‬            ‫درجة)‪ ،‬وهي الدول البترولية‬
                                        ‫في أوراق باندورا الشهيرة‪ ،‬كما‬         ‫الغنية التي تشهد نو ًعا ما من‬
     ‫وكوريا الشمالية‪ ،‬وميانمار‪،‬‬       ‫ُتتهم هذه ال ُبلدان بمهاجمة حقوق‬     ‫الاكتفاء الاقتصادي والاستقرار‬
    ‫وأفغانستان) هي نفسها‪ ،‬من‬
     ‫بين الدول‪ ،‬التي حصلت على‬            ‫الإنسان‪ ،‬والتضييق على حرية‬                 ‫السياسي والاجتماعي‪.‬‬
 ‫أعلى مستويات من الفساد‪ ،‬وأقل‬               ‫التعبير ومعاقبة المعارضين‬        ‫‪ -‬مستوى الفئة الثالثة‪ :‬تشمل‬
                                                                           ‫تسع دول‪ ،‬هي بالترتيب‪ :‬الأردن‬
          ‫مستويات من النزاهة‪.‬‬          ‫وسجنهم؛ بينما لم نجد أي اسم‬
    ‫حسب تقارير للأمم المتحدة‪،‬‬             ‫لقادة الدول منخفضة التقييم‬            ‫(‪ 49‬درجة)‪ ،‬وتونس (‪44‬‬
‫النظم الديمقراطية‪ ،‬أ ًّيا كان نوعها‪،‬‬                                         ‫درجة)‪ ،‬والكويت (‪ 43‬درجة)‪،‬‬
    ‫لا تضمن وحدها عدم وجود‬             ‫في أوراق باندورا‪ ،‬مما يشير إلى‬      ‫والبحرين (‪ 42‬درجة)‪ ،‬والمغرب‬
‫الفساد‪ ،‬لأن ظاهرة الفساد ليست‬            ‫أن الدول الغنية يكون فسادها‬
    ‫عنصرية‪ ،‬تختص بمجتمع أو‬                 ‫بتهريب الأموال إلى الخارج‪،‬‬            ‫(‪ 39‬درجة)‪ ،‬ومصر (‪33‬‬
 ‫دولة بعينها‪ .‬هذا أمر لا مفر منه‬                                            ‫درجة)‪ ،‬والجزائر (‪ 33‬درجة)‪،‬‬
 ‫لأن الفساد موجود حتى في أكثر‬         ‫والدول الفقيرة تعتمد على الفساد‬     ‫وجيبوتي (‪ 30‬درجة)‪ ،‬وموريتانا‬
 ‫الديمقراطيات استقرا ًرا ونجا ًحا‪.‬‬     ‫المحلي‪ ،‬وهو الأكثر فت ًكا في حياة‬    ‫(‪ 28‬درجة)؛ هذه الدول شهدت‬
    ‫ذلك أنه بالأصل‪ ،‬الديمقراطية‬                                             ‫حالات من الاستقرار السياسي‬
                                           ‫الناس المعيشية والسياسية‪.‬‬      ‫والاجتماعي‪ ،‬ومحاولات لممارسة‬
        ‫هي ليست إلا مؤسسات‬
‫سياسية‪ ،‬وبالتالي تبحث عن تلبية‬          ‫الفساد والديمقراطية‪:‬‬                         ‫الديمقراطية الخجولة‪.‬‬
‫مصالحها الأيديولوجية من خلال‬                ‫علاقة جدلية‬                      ‫‪ -‬مستوى الفئة الرابعة‪ :‬تضم‬
                                                                            ‫ثمان دول‪ ،‬هي بالترتيب‪ :‬لبنان‬
  ‫ما تلعبه الأحزاب والشخصيات‬          ‫الدراسات والتقارير التي تناولت‬
‫الفاعلة في الحياة العامة من تأثير‬     ‫العلاقة بين الفساد والديمقراطية‪،‬‬          ‫(‪ 24‬درجة)‪ ،‬والعراق (‪23‬‬
 ‫في ممارسة الفساد (كما لاحظنا‬         ‫من بينها تقارير منظمة الشفافية‬       ‫درجة)‪ ،‬جزر القمر (‪ 20‬درجة)‪،‬‬

     ‫في بعض الدول العربية التي‬          ‫الدولية‪ ،‬بينت‪ ،‬باستمرار وبكل‬         ‫والسودان (‪ 20‬درجة)‪ ،‬وليبيا‬
 ‫حصلت على مستويات عالية من‬              ‫وضوح‪ ،‬أن هناك علاقة جدلية‬          ‫(‪ 17‬درجة)‪ ،‬واليمن (‪ 16‬درجة)‪،‬‬
                                      ‫عكسية بين الفساد والديمقراطية‪،‬‬      ‫وسورية (‪ 13‬درجة)‪ ،‬والصومال‬
   ‫النزاهة)‪ ،‬أو في تعزيز مكافحة‬
  ‫الفساد‪ .‬فالفساد كأي مرض في‬                 ‫فكلما تعززت آليات الحكم‬         ‫(‪ 13‬درجة)‪ .‬هذه الدول تشهد‬
                                       ‫الديمقراطي انخفضت مستويات‬                ‫تغيرات سياسية‪ ،‬ونزاعات‬
    ‫الجسم الاجتماعي والحكومي‬
        ‫يجب أن يخضع للتحليل‬                   ‫الفساد‪ ،‬والعكس صحيح‬             ‫اجتماعية‪ ،‬وبعضها عانى من‬
                                          ‫كلما انتشر الفساد انخفضت‬              ‫ويلات الحروب والنزاعات‬
   ‫والتشخيص والمعالجة العلمية‬           ‫مستويات الديمقراطية وحقوق‬                                ‫المسلحة‪.‬‬
           ‫الصحيحة باستمرار‪.‬‬
                                             ‫الإنسان‪ .‬يلاحظ أن الدول‬         ‫هذه الأرقام ليست إلا حصيلة‬
  ‫يمكن الاستنتاج أنه كلما تآكلت‬               ‫الخمسة التي حققت أعلى‬           ‫انطباعات وتقييمات لما ُيعتقد‬
       ‫حقوق الإنسان وتراجعت‬            ‫مستويات على سلم الديمقراطية‬          ‫أنه فساد‪ ،‬لأن الفساد لا يصرح‬
                                       ‫لعام ‪( 2021‬بالترتيب‪ :‬النرويج‪،‬‬          ‫عن نفسه‪ ،‬فنجد أن الفضائح‬
‫الديمقراطية يحل محلها الاستبداد‬          ‫ونيوزيلندا‪ ،‬وفنلندا‪ ،‬وأيسلندا‪،‬‬     ‫تلاحق قادة الدول التي حصلت‬
‫وتزداد معدلات الفساد‪ .‬مؤشرات‬               ‫والسويد)(‪ )6‬هي نفسها التي‬        ‫على درجات عالية مثل الإمارات‬
                                      ‫حققت أقل مستويات من الفساد‪،‬‬              ‫العربية وقطر والأردن؛ فقد‬
    ‫الديمقراطية والفساد تبين أن‬            ‫وأعلى مستويات من النزاهة‬          ‫كشفت الصحافة الاستقصائية‬
     ‫أكثر من نصف سكان العالم‬                                                  ‫عن تورط ملك الأردن‪ ،‬وأمير‬
      ‫تعيش في ظل حكومات غير‬
   273   274   275   276   277   278   279   280   281   282   283